صحيح أن بيت الوطن من زجاج الآن، لكن أهله لا ترمي الناس بالحجارة، فلماذا يرمى بيتنا بالحجارة نهارا جهارا، ومن كل حدب وصوب؟
فما بين الغارات الجوية المباغتة في شماله، وبين سلسلة من الانفجارات أو التفجيرات في مواقع تخزين السلاح ومواقع عسكرية في داخله المحصن المصان، اختلفت الروايات عن أسبابها ومن يقف وراءها، رغم ان العالم وما يدور في فلكه، بات ممكنا بكبسة زر في الهواتف النقالة وفي أجهزة الحاسوب التي تتصل بكل قصي عبر الأثير.
فبعد تلميح رئيس الوزراء الإسرائيلي بوقوف حكومته وراء الضربات الجوية التي أدت الى تفجيرات مخازن الأسلحة، يقع اعتداء جوي آخر وصف بـ "الغامض" يذهب ضحيته أبرياء، وأكداس من الأسلحة تفتقد الى التنويع، ويعترف الفاعل بتنفيذه هذا الاعتداء دون خشية أو وازع.
فأين أسلحة الكشف والمراقبة الجوية مما يحدث؟
مع كل هذا يسود الصمت في قاعات البطولة التي كانت ومازالت مسرحا للتفاخر واستعراض العضلات.
أيها المسؤولون عن كل هذا، استمعوا الى الاخبار بدقة، واقرأوا المجلات العسكرية والتنوع التسليحي واللوجستي أن بغيتم النصر على عدوكم المفترض، فالقدس ليست على مرمى كلاشنكوف، ولا الاباتشي توقعها برنو "منكاش" بل انها أبعد من ذلك بكثير، ويقف خلفها صاحب الجلالة الذي بيده مفاتيح السياسة العالمية وقرارات تعيين ذوي المسؤولية.
أصبح البلد مستباحا، وانتم لا تمتلكون حتى الاستنكار أو الادانه ولا حتى الاعتراف، وبما أن البيت من زجاج، فلا تسمحوا ان يضرب الآخرون الناس باسمه بالحجارة، وهم في قصور مشيدة، فترتد علينا الحجارة من السماء كحجارة سجيل.