لأحمد شوقي مسرحية شعرية تدعى شـريعة الغـاب، يحكى أن الطاعون قد حل بسكان الغابة، فاجتمعت الحيوانات لمناقشة هذا الأمر بحوار شعري ممتع وذي مغزى، حيث ينهي الحوار الثعلب بالقول:
إن الفتى إن كان ذا بطش
مساوئه شريفة
لكن إذا كان الضعيف فإن
حجته ضعيفة
لقد اختزل الثعلب الكلام بهذا البيت الشعري المثير للاهتمام كأنه يصف ذوي البطش الذين انتشروا في الأرض انتشار الطحالب في المياه الآسنة، فصارت كل مساوئهم شريفة، يخيفون العباد ويهددون القاص والداني.
انهم يطبقون قول المتنبي: "السيف أصدق إنباءً من الكتب". لكن هذا السيف سيف بطش وإقصاء وإنهاء حياة، ليس بسيف بطولة.
إن أصحاب البطش ليسوا بمذنبين في شريعة غاب أحمد شوقي، فلهم اليد الطولى في ارتكاب كل الجرائم في وضح النهار أو في دجى الليل، لكنها تحسب لهم ويمجدهم الثعالب ويصفقوا لهم.
مسرحية أمير الشعراء في محتواها تشابه ما يحدث اليوم على الساحة السياسية التي أصبحت كشريعة الغاب التي أكملت فصول المحاكمة لتتخلص الغابة من مرض الطاعون.
سيسدل ستار الظلم يوما، وتزهر الطبيعة أجيالا جديدة عاشقة للحياة الحقيقية الخالية من الظلم والتسلط، وتتحول الغابات الى حدائق وساحات ألوان مبهرة تسر الناظرين.