أيتها السليبة، عذرا فقد استباحك رعاع القوم، ولست طالبة العذر منك عمن أتاح لاستباحتك الطريق، وبقي يختلس النظر اليك ينهش بغضاضتك الشعّث، الغبّر، المتعفنون فكرا وخلقا.
كيف لهم أن يتركوا عذريتك يتكالب عليها أشباه الرجال المدججين بالحقد والكراهية، لك ولتأريخك ولناسك الطيبين.
أيتها الموصل، يا مدينة الحب والجمال والالفة والإخاء، يا لون الوطن ومهرجان العفة، كم من الأعذار ستقبلين، وكم منهم ستسامحين، تركوك ببدلة زفافك وهربوا من ثلة الغربان، كأنك لست شرف العشيرة وكرامة الوطن.
كيف هانت لكم والقيد يدمي معاصم نينوى، كيف لأعينكم أن ترى تاريخنا تحت مطرقة الارهاب وجبينكم لايندى خجلا؟
صفقتكم نجحت،
لكنكم خسئتم أيها الهاربون..
نينوى، لن يعتذر منك الجيش ولا الحشد الوطني ولا البيشمركة، فهم مجتمعون لرد كرامتك، سينقضون على مغتصبيك مرة واحدة ويعيدون بدلة زفافك ويجلبون الطبل والمزمار لنبتهج بيومك.
سيعتذرون لمن سقط بأيدي الحفاة شهيدا، ولمن بيعت في سوق النخاسة سليبة.
سيعتذرون لترابك الذي لم يعفره بعد عشاقك ..
سيكون ذلك اليوم فرحا لكل العراق،
وسنقف معك أمام الخونة، نردد قول الراحل نزار قباني:
سامحُونا..
إن شَتَمْنَاكُمْ قليلاً.. واسْتَرَحْنَا.
سامحونا إنْ صَرْخْنا..
*****
سامحونا..
إن قطعنا صلة الرحم التي تربطنا
سامحونا إن فعلنا