في فن البروتوكول اهتمام بالزيارات الرسمية للضيوف الأجانب ولها خطواتها وضوابطها التي قد تنعكس سلباُ أو إيجابا على الزيارة التي تهتم الدول بتدريب كوادرها المتقدمة في فهم أنماط هذا الفن والتعامل به على كل المستويات الرسمية.
أعتقد أن ليس هنالك عذرا مشروعا لمسؤول في الدولة من تجاهل البروتوكول الذي إن لم تعلمه الدولة ومؤسساتها مفهومه، أن يتعلمه بنفسه.
في دولتنا، السلام على من يقرأ السلام على فنون الدبلوماسية وبروتوكولاتها.!! ولكي لا أتجنى على من يعرفها لسبق خبرة في مجال العمل أو من تعلمها ذاتيا أو من أي منفذ آخر، فان مسؤولينا وبضمنهم السفراء يجهلون ألف باء البروتوكول.
إن مادعاني لهذه المقدمة هو التصبب عرقا، خجلا من تصرف غير مسؤول في الاخلال بالأعراف والبروتوكولات لمسؤول عراقي يتبوأ مكانا مهما في إدارة الدولة المدنية العراقية الحديثة.
قبل فترة وجيزة جاء بجناحي سلام حاملا الحب الانساني بين حقائبه، القائم بأعمال السفارة اليابانية في العراق ليزور مدينة كربلاء المقدسة بزيارة تم الترتيب الرسمي لها مع المحافظة قبل شهر من موعدها.
لقد حمل الضيف معه ثلاثمائة مليون دولار تبرعا للنازحين من حكومته. والرجل أمين بنقلها لأنه ياباني، ولو كان من بني "لغفون" لأنزلها في الجيب ووزع بدلها أكياس بطاطا على النازحين أمام الكاميرات.
القضية لم تعد موضوع المبلغ المتبرع به، بل البروتوكول الذي ماع مع ميوعة محافظ كربلاء عندما وصل بزيارة غير مخطط لها وزير العمل العراقي. لقد ذابت كل مكوناته تهليلا لوصول الوزير العراقي وهام على وجهه لاستقباله وإهمل الضيف الياباني الذي بقي محرجا فقام بالتجول كسرا لحالة الاخلال البروتوكولي الذي تعرض له.
إنه "ياباني أصلي"، ليس تصنيع دولة أخرى، فلم يغضب، ولم يطلب من عشيرته أن تطالب بفصل عشائري أو "عطوة" من المحافظ وعشيرته، لكنه أعطى درسا مؤدبا للمحافظة برمتها، بالقول " أنا الضيف الأجنبي والوزير ضيف عراقي!!".
لا أعرف أن قرأها المحافظ كانتقاد للاخلال بالبروتوكول الذي أجزم أنه يجهله تماما، أم أنه اعتبرها مزحة لأنها كانت مصحوبة بابتسامة. هذا المحافظ كسفير العراق في أستراليا يجهلان "دار..دور" الدبلوماسية والبروتوكول من خلال سني عمله في أستراليا التي لم يتعلم خلالها بعد اللياقة حتى في الحديث فمثلا يسأل عن رئيسة تحرير ب " شلونها أم بانوراما".
هذه نماذج الادارة التحاصصية لمسؤولي الصدفة!
فمتى تتعلمون البروتوكولات يا بني "صدفيون"؟