كم تمنيت ان يحتفل الاطفال في العراق اسوة باطفال العالم حاملين مشاعل الفرح، يتمايلون كالوان قوس قزح بهجة بعيدهم، كم تمنيت ان تحمل الطفولة براءتها لتداعب الالوان والالعاب والدمى، ياإلهي كم من الوجع نحمل عند رؤية اطفال العراق وفي عيونهم شدهة الضياع ودهشة مرارة الوطن.
احتفل العالم باليوم العالمي للطفولة، كما اوصت به الجمعية العامة للأمم المتحدة بوصفه يوما للتآخي والتفاهم على النطاق العالمي بين الأطفال.
هذا اليوم الذي وإن اختلف على تاريخه هو يوم للبراءة والجمال والالوان بينما مازال الطفل العراقي يواجه تحديات خطيرة تهدد مستقبله في ظل الظلام الذي يلف مباهج الوطن.
تشير الاحصاءات الرسمية الى ان عدد الاطفال الأيتام بلغ نحو اربعة ملايين ونصف المليون طفل بينهم 500 الف طفل مشرد في الشوارع بعمر الورد، فيما تضم دور الدولة للأيتام 459 يتيما فقط تطفو على اعينهم دمعة الالم وشعور القلق من المجهول!!؟
ايها السيدات والسادة الا تعلمون ان أطفالنا المشردون يشكلون عددا أكبر من سكان دول برمتها في المنطقة أو في العالم، حياتهم باقية على مهب الريح دون اية اشرعة للنجاة.
تشير بعض التقارير الى أن عددا غير قليل من الاطفال يتعرضون للكثير من الاعتداءات الجسدية والجنسية وبعضهم يضطر للعمل بمهن شاقة تكاد تقطع انفاسهم وتمزق عضلهم.
الا تعلمون ان ساحات العراق تصحرت حدائقها، ونبتت بدل أزهارها براعم العراق وهم يتسولون نتيجة الفقر والعوز والاهمال!! لن يختلف إثنان على انعكاس عمليات العنف التي تجري على مرأى ومسمع اطفالنا وسفك الدماء التي ستترك الأثرً الموجع في ذاكرتهم وتؤثر فيهم وربما تتكون لديهم العقد النفسية المزمنة والتي سيتعاظم تأثيرها مع الأيام طالما بقي المناخ ذاته وبقي الاهمال الرسمي على وضعه المخجل.
ان طفولة العراق قد مرت منذ سنين بمراحل معقدة من المشاكل والحروب الاقليمية والاضطرابات ما جعلها تعاني أكثر من معاناة أطفال الدول الفقيرة والتي تعيش تحت خط الفقر. ولاننسى التشوهات والاعاقات التي أصابت أطفال العراق نتيجة استخدام الأسلحة المحرمة.
في يوم الطفولة نريد أن نعيد للطفل العراقي ابتسامته وفرحته التي عهدها أقرانه في الأزمنة الماضية، نريده أن يخرج مسرعا من بيته ليلحق بائع "بيض اللقلق" كي يشتري حلواه دون أن تفجر مفخخة به، أو ينتظره مختطف تختفي عيونه خلق أقنعة الليل السوداء. نريد طفولة متعافية يكحل الوطن بها عيونهم ويرسم مستقبلهم بأمن وأمان.
المتواجدون الآن
147 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
براعم الارصفة
- التفاصيل
- المجموعة: الكاتبة وداد فرحان
- الزيارات: 930
آخر ما نشره كتابنا
- 22تشرين2 فوزيـة حسـن - فنانـة مبدعة في مسيرتها الفنيـة ومتألقـة في جميع ادوارهـا 2019-11-22
- 22تشرين2 جيمس بوند في التركي 2019-11-22
- 22تشرين2 رسالة الى زملائي وأخوتي قضاة العراق البواسل 2019-11-22
- 22تشرين2 متى طفرت الدموع من عيني.. وبكى الكثيرون؟ 2019-11-22
- Home /
- نخبة كتاب بانوراما /
- الكاتبة وداد فرحان /
- براعم الارصفة