متسائلا عمن تطوق صورته جيدي، قلت له:
هو سلام الذي تلحف الوطن وغفت عيونه في ذرات كحله.. هو الحبيب المؤنس للروح الباقية الشاهدة، هو من سلبته أنفاسه غربان الطائفية اللئيمة الحاقدة المزكمة للأنوف، التي زرعتها مخالب الارهابين الدجالين المشعوذين، فاغري الافواه النتنه، سفلة العصر ومرتزقة الزمان، خدم الأمراء والسلاطين، أقزام العقل ومعوقي الفكر، المتنجسة ألسنتهم، المتقيحة لثاتهم خبثا وفتنة، يسعرون النيران دجلا، ويعتدون على النفوس الآمنة.
هؤلاء الشراذم هم الذين اضاعوا احلامنا في انتظار التخرج محامياً عن الضعفاء، وكسروا جسور الانسانية، حيث زفة عرسه تبعد زمنا ما بين أزيز مثقابهم وعودته من رحلة الذئاب بأمل الحياة الملونة دون رعب او قلق، دون غدر، دون خيانة.
انشغلوا بالمكائد وهم غافلون من بطش من يكذبون باسمه فها هي العروش تهوى والشجاعة تنتهي بخفي حنين.
ها هو سلام بوجوه شباب العراق قد انتفض بروح عشق الوطن كالأحياء الذين لا يهابون الموت ويرفضون الذل والخنوع، انتفض العراق ثأرا لسلام، ولألف ألف سلام، ثأرا لشباب سبايكر، ثأرا لكل شهداء العراق من الذين فاضت أرواحهم في العشق السرمدي، وعفرت دماؤهم تراب الوطن فصار كحلا يحمل بين الجفن والحدق.
هذا سلام معكم بسلام انتفاضتكم التي لا تحمل في معانيها الا العراق. تكاد ملامح شعبان الثائر تغدو في الافق رغم قمعها وخنقها في مهدها ، كأنها تتنفس الصعداء من جديد، تنتخي الجموع ببعضها وينتفض العراق بشيبه وشبابه ضد القتلة، والسراق، والسحرة، والفاسدين، وأشباه الرجال واقزام الكراسي، من المنتفعين والمشبوهين وبائعي الوطن، فاقدي البصيرة وملجمي الأفواه.
أنه سلام الذي أبى إلا أن يتلحف جيد الوطن ويرتل الآي الكريم قبل بزوغ شمس كل يوم، إنه العائد بالوطن بكامل حريته، فهل دمه المراق يذهب سدى؟
إنه قلادتي التي تعني لي الوطن.
ان ينالو منكم الجبناء، ومحال ان يلوثكم انجاس الفكر والاكف، قريب جدا يوم القصاص بل هو اقرب من صوته لاذنه، وكعب استكانه.
ياالهي كيف سيقتص منهم الشعب وكيف سينحبون يوم تحرق قلوبهم كما حرقوا قلوب الأمهات والاخوات والزوجات والحبيبات انه سميع مجيب الدعوات.
تذكروا في قادم الايام ربما سيلبسون قلائد الوجع ويرجعون خالي الوفاض تسكن عروقهم الغيرة العمياء التي تقض مضاجعهم واعينهم التي لايرون بها غير العتم والظلام.