ما بين الانقلاب والمؤامرة ثمة اختلاف في المعنى واختلاف في الوسائل. ولكن طالما ترافقتا معا في النهج السياسي وفي وسائل التعبير. فعندما تنقلب السيارة انقلابا فإن أعلاها يصبح سافلها وهي علامة إيذاء لراكبيها ولسائقها. لكن الانقلاب على الحكم هو تحويله كاملا من نهج الى نهج آخر بالوسائل العسكرية، إن رضي الشعب به أم لا!
فهو ربما يشبه انقلاب السيارة مجازا للشعب إن تحقق ذلك الانقلاب دون إرادته.
أما المؤامرة فهي مكيدة للقيام بعملٍ معادٍ إزاء حكم أو بلد أو شخص، وعادة ما تدار خفيةً وتصمم ضدّ شخصٍ بعينه في مؤسّسة الدولة أو أمنها.
رغم أنني لم أدرك الانقلابات التي مرت بالعراق ولا ثوراته، ولا المؤامرات التي حيكت ضده، إلا أنني سمعت وقرأت الكثير عنها حتى تيقنت أن العراق بلد الثورات والانقلابات لحين تكوين الدولة الديمقراطية الجديدة.
إن ما يميز العراق اليوم هي السلطة التي جاءت من خلال صناديق الاقتراع، وهذا أمر مسلم به رغم اختلافنا على أداء الحكومة والمحاصصة التي آلت الى ضياع ثروات العراق وغياب هيبته.
تخبط جاء من رئاسة الوزراء بمنح الاثنين عطلة رسمية، حيث أذيع الخبر بعد منتصف الليل، صاح الديك ”انقلاب“، فأوقد حطب الفيسبوك، وبعض المحطات بدأت تذر الرماد في عيون المشاهدين أن انقلابا عسكريا قد بدأ في المنطقة الخضراء وربما في الحمراء وأن المنطقة محاصرة، ووو الى آخر السيناريوهات الهوليودية.
تساءلت، انقلاب من على من؟
مازال في خيالنا الواسع صورا للثورات والانقلابات والتفرد بالحكم، لكن الشعب شبع دكتاتوريات حتى استقاء السياسة وشهق الحرية رغم الجوع وفقدان الحلم في بلد نموذجي.
إذن هي المؤامرة، وهذه المرة ليست ضد الحاكم بل هي ضد الشعب وتطلعه الحق نحو الحرية والعدالة والديمقراطية التي يسعى كل جمعة اليها في ساحات العراق.
إن الانقلاب الحق هو في الخيرة من أبناء الشعب الذين يضعون العراق نصب أعينهم مطالبين بانقلاب جديد اسمه الإصلاح.
استيقظ أهل العراق صباح الاثنين، فلا بيان رقم واحد ولا دبابات، ولاهم يحزنون!!
فطروا وانتظروا الجمعة القادمة ليمارسوا انقلابهم السلمي نحو الإصلاح.