يحدث أحيانا أن يتوصل العلماء إلى الاكتشافات بالصدفة أثناء البحث عن شيء آخر.
- في عام 1669 كان الكيميائي هينيج براند يجري بحثا لصنع الذهب، وكانت استراتيجيته هي تبخير البول ثم تسخين المادة الصلبة الناتجة في قارورة مغلقة. ولم يحصل على الذهب، ولكنه توصل بالفعل إلى عزل عنصر الفوسفور الذي يسمى بذلك الاسم لأنه يتوهَّج.
- في عام 1856 كان وليم هنري بركن يستخدم الأنيلين، وهو مركب تم اكتشافه في قطران الفحم. وكان هدفه تصنيع الكينين الذي هو عقار يستخدم في علاج الملاريا، وأثناء إجرائه للتجارب قام بعزل راسب أسود من الأنيلين وأذابه في الكحول. وكان الناتج عبارة عن سائل ذي لون أرجواني اتضح أنه صبغة ممتازة وثابتة للحرير.
- خلال الحرب العالمية الأولى بشكل خاص السلاح الغادر هو غاز الخردل، وهو السم الذي تسبب بالتهاب الجلد والأغشية المخاطية والعيون والرئتين، وغالباً ما يؤدي إلى الوفاة. وقد وجد الأطباء الذين كانوا يعالجون الضحايا أن عدد خلايا الدم البيضاء لديهم قليل. وقد أدى هذا الاكتشاف إلى عمل أبحاث نتج عنها التوصل إلى الخردل النيتروجيني، وهو عقار يستخدم في العلاج الكيميائي وتتشابه خواصه مع خواص غاز الخردل. ومازال يستخدم حتى الآن في علاج أنواع معينة من الأورام اللمفاوية.
- في عام 1938 اكتشف العالم الألماني أوتو هان الانشطار النووى بالصدفة. عندما كان يحاول تكوين ذرات ثقيلة بقذف الذرات الأخف بالنيوترونات. وكان يأمل في أن يتم امتصاص النيوترونات في النواة الموجودة في الذرة التي يتم قذفها وبذلك تكبر تلك النواة. ولكن الذي حدث هو أنه اكتشف أنه قد أنتج العديد من نظائر الباريوم والذي هو أخف بكثير من اليورانيوم، أي أنه بدلا من امتصاص النواة للنيوترونات فإنها قد انشطرت. وكما ستعرف فى الصفحة القادمة، فقد لعب هان دوراً دون ان يقصد في قصتنا حول اكتشاف الفوليرين.