في تلك الأيام اليائسة الثقيلة، وصلتني رسالة من صديقي الدكتور عمر علي العقيدي جوابا لرسالة بعثتها من إيران.
كان صديقي مؤيد كاظم أعطاني عنوان عمر المقيم في الدنمارك منذ عام 1994، قبل مغادرتي لوحدة الميدان الطبية في الناصرية.
أبدى عمر رغبة صادقة بمساعدتي وأكد أنّه لن يتخلّى عني، لكنّه كان مشغولاً تلك الأيام بتفاصيل زواجه وسفره الى سورية، مع ذلك أكد أنّه سيرسل لي مبلغ 300 دولار عند عودته من سورية ويتحدّث معي في تفاصيل أخرى.
لم اتفاجأ بموقف عمر الشهم، فهو صديق مقرب منذ أيام دراسة الطب والكلية العسكرية الثانية، رغم الاختلاف الواضح في البيئة الاجتماعية التي ينحدر منها كلانا، إذ إنّه يسكن حي زيونة الراقي في بغداد، فيما أسكن حي الأمين الشعبي في أطراف العاصمة، الى جانب أنّ والده طبيب ويحمل رتبة لواء في الجيش العراقي، فيما انحدر من عائلة فلاحية.
عمر يهتم ببناء جسمه جدّاً ويحرص على إبراز عضلاته الفيزيائية، لكنّه لم يسع يوماً الى إبراز عضلاته المادية أو المعيشية.
أحببت في عمر كرمه وبرّه بوالديه، طوال فترة تواجده معنا في الكلية العسكرية لم يتعكّز على منصب أبيه في الحصول على إجازة أو واسطة كما فعل معظم أبناء الضباط الذين لم يرغب عمر بصحبتهم.
كانت جميع طرق الهروب الى أوروبا أو غيرها بحاجة الى مال كثير لا نملكه، غير أنّنا عرفنا أنّ الطريق إلى اليمن لا يحتاج الى سمة دخول "فيزا"، لكنّه يتطلب جواز سفر وكارتا أخضر أو وثيقة خروج من إيران، الى جانب تذكرة طائرة بسعر 800 دولار ولا نملك ذلك أيضا! تحوّلنا من بيت أبي محمد الى بيت يسكنه مجموعة عزّاب عراقيين أو (مجرّدين) كما يسمّونهم في إيران. بيت المجرّدين مفتوح على مدار اليوم، يتقلّص عدد ساكنيه أو يرتفع حسب سفر أو عمل أحدهم ومعظمهم طلبة حوزة من الشباب الفقراء الذين يسكنون مخيمات اللاجئين العراقيين في جنوب إيران (الاوردكاه)، تعاملوا في غاية الكرم والأدب معنا.
ذات يوم، وضع الشاب أركان، وهو من البصرة نقوداً في جيبي دون أن يخبرني! كم تمنيت أن التقي أركان مرّة أخرى لأشكره على كرمه.
مرّت أيام طويلة ولم اتصل بأهلي، اشتقت لهم كثيراً، يساورني قلق كبير من أن يصيبهم مكروه بسببي، فهروب ضابط من الجيش جرم مؤكد، إن علمت أجهزة النظام الأمنية به، وبالدولة التي توجّهت اليها تكون العقوبة مضاعفة وأكثر إيلاماً. لم يكن أمامي سوى الاعتذار منهم في سرّي يومياً، على أني لم أندم على ما قمت به.
ليلة القبض على مخرّب!
المستشفى ثكنة عسكرية قبل أن يكون مشفى طبيّاً، حرس وباب نظام، حراسات وردهة سجن، تفتقر علاقة الطبيب بالمريض (الجندي) الى التعاطف وهو أهم عوامل العلاج، وأن يضع الطبيب مكانه موضع المريض ليشعر بألمه ومعاناته سواء العضوية أو النفسية. للأسف ينظر معظم الأطباء الضباط للجندي المريض كمخلوق بائس بلا مشاعر، خاصة اذا كانت مشكلته ليست إصابة أو كسور ويميل التعامل بعسكرية وفوقية معظم الأحيان.
ذات يوم، دخلت سيارات مسرعة للمستشفى بحدود الساعة العاشرة مساءً من شهر تموز عام 1994، لم تتوقف عند باب النظام على غير العادة، وبعد دقيقة أو أقلّ دخل المضمد حسين غرفتي في دار الأطباء مرعوباً.
سيدي.. جاء رجال الأمن بمخرّب مصاب بجروح!
نزلت على عجل الى قسم الطوارئ، شاهدت شابا أسمر مربوعاً ونصف عارٍ، تغطي صدره وبنطاله بقع دم، مُحاط بالعشرات من المضمدين ومنتسبي الأمن الذين ظهرت عليهم علامات الفرح بهذا الصيد الثمين، لكن الشاب رفض النطق بأي كلمة، سواء عن ألم الإصابة أو أي شيء آخر.
خلال المعاينة الأولية، اكتشفت أنَّ إصابته ليست بليغة، وأثناء الفحص، دخل ضابط أمن نحيف بأسنان بارزة، قفز من جانب السرير الى خلف السرير كأرنب وضغط بأخمص مسدسه على رأس الشاب وبدأ يسأله عن صلاته بجماعة أبي حمزة وأبي زينب؟
لم يُجب الشاب بكلمة.
طلبت من ضابط الأمن التوقف لحين إكمال الفحص والتأكد من سلامة المريض.
تناول الضابط كاميرا من شرطي معه وأخذ يتقافز حول الشاب ليصوره من كلّ الزوايا، ثم خرج مسرعا متوعّداً الشاب بأيام عصيبة وطرق جهنمية تجعله ينطق بكلّ شيء. لم أجد في جسم الشاب الا جروحاً وكدمات بسيطة، أبلغت اختصاصي الجراحة واتفقنا أن نُبقيه حتى الصباح للمراقبة وأن نعطيه فرصة للراحة قبل بدء التعذيب! نزلت بعد ذلك الى ردهة السجن لفحصه والاطمئنان عليه، لم ينطق بكلمة واحدة حتى تلك اللحظة، عرفت من المنتسبين أنَّه قام برمي (رمانة يدوية) على آمرية موقع الناصرية العسكري وسط الظلام، تعثّر بشيء ما وأصيب بكدمات نتيجة ذلك، لكنّه لم يقتل أو يجرح أحدا!
من الواضح أنَّه قام بعملية ساذجة دون تخطيط أو أهداف واضحة، على أي حال لم تعجبني طريقة كثيراً.
جلست قربه على السرير، حدّثته بهدوء بعيداً عن أذان الحرس المكثّف حوله، أبلغته أنَّي طبيب أوّلاً، تهمني سلامته ولا أحكم على ما قام به، سألته إن كان يريد أن يبعث برسالة لشخص ما؟
كان يومئ برأسه أو يكتفي بابتسامة لأسئلتي، قلت ربما نلتقي يوما ما لأعرف سرّك! في الصباح الباكر أخذوه من المستشفى دون أن أراه.
كان "المخرّب" حديث المستشفى نهار اليوم التالي، حتى ان المقدم اخصائي الجراحة نصحني بتوخي الحذر، وإلا يمكن أن اتّهم بالتعاطف مع المخرّبين!
أما الضابط الإداري النقيب كريم، فكان الوحيد المتعاطف مع محنة الشاب المصاب.
مضت ستة أشهر أو أكثر على الحادث، كنت أجلس في عيادة شعبية في حي(الصبّة) على ضفة نهر الفرات، دخل شاب أسمر بملابس نظيفة. بادرني.. أنا لست مريضاً لكنّي صاحبك في مستشفى الناصرية العسكري، جئت لأقول لك: شكراً، خرجتْ من السجن دون تبعات!
قلت: مبروك.. لك السلامة دائماً، عرفتُ لاحقاً أنّه قام بدفع رشوة كبيرة لأحد ضبّاط الأمن!
بعد سنتين من تلك الحادثة وأثناء وجودي الرتيب في قم، حيث لا عمل، باستثناء الخروج اليومي الممل الى الأسواق والحسينيات ومقام السيدة معصومة، لمحت أثناء وقوفي مع أحد أقاربي شخصا يتأملني ويركّز بتفاصيل وجهي بصورة واضحة، اقترب مني وتساءل إن كنت صاحبه من مستشفى الناصرية؟!
قلت بدهشة: نعم أنا هو.
سألني إن كنت من جماعة أبي زينب أم جماعة (العمل)، فنفيت صلتي بأي جهة مذكّرا إياه بأنّي من جماعة العراق فقط! أكّد من جانبه عمله الخالص للعراق وعدم حبّه لإيران، لكن ظروفه أجبرته على المجيء اليها. سألته عن طبيعة تلك الظروف، فقال: احتجنا الى تمويل لعمل الداخل ولم نجد الا السطو على رواتب منتسبي مستشفى الناصرية العسكري وكانت بحوزة الضابط الإداري نقيب كريم فقُتِل في العملية!
الخروج من غيابة الجُبّ
مرّت الأشهر بطيئة وثقيلة في إيران، إحساس العدم واللاجدوى يراودني باستمرار، فراغ لم اعتد عليه أبداً، حتى القراءة ما عادت تسلّيني، جميع الكتب دينية وتدور في الفلك نفسه، حضور الحسينيات ومجالس العزاء لا يضيف لي شيئاً وأجده غير ذي أثر أو فائدة، صرت أعرف كيف تبدأ وكيف تنتهي، مثل فلم معاد ألف مرَّة. اشتقت الى سماع أغنية أو موال عراقي، او حتى سماع نكتة فاضحة، فذلك محرّم في بيئة دينية، يشغلها همّ الدين وحده. كنت أطرح بعض الآراء أمام أصدقاء مقرّبين، فلا تروق لهم ويرون فيها تشكيكاً ببعض الثوابت الدينية.
ذات مرَّة، حضرت مجلس عزاء للقارئ الحسيني الشهير الذي قدم توّا من الكويت جاسم الطويرجاوي، كان الحضور كثيفاً، وبعد ساعة أو أكثر من الصراخ والعويل لم أرغب بإكمال المجلس وأبديت امتعاضي من عملية استجداء العواطف والجمهور بهذا النوع من المجالس، فاستغرب بعض الأصدقاء من انتقادي لخطيب شهير ومفوّه!
وجود أصدقاء مخلصين وصادقين يمنحك الأمل دائماً بالخلاص، أينما تكن، فعالمك وحياتك، هي بمن حولك من إخوان وأصدقاء.
أوقات العسر والضيق هي الأنسب في كشف معادن الناس ومدى صفاء سريرتهم، والمال هو المعيار في الأغلب. يتملّص كثير من الناس عن قيم الأخوة والصداقة عندما يتعلّق الأمر بالمال، هذا طبع بشري متأصل في النفوس أبد الدهر.
الأشهر الثقيلة في إيران كشفت لنا عن أنَّ الخروج منها أولى وأنفع، ففرص العمل مفقودة والعلاقات أو الارتباط بأحد أحزاب المعارضة لصدام هو من يقرّر فرصتك في إيجاد العمل والسكن. حاجز اللغة أيضاً، حال دون رغبة البعض بتشغيلنا، هذا ما حدث عندما تقدّمت للعمل حلاقاً مع رجل عراقي تركماني، اعتذر لعدم إجادتي اللغة الفارسية، فواصلت قصّ شعر أصدقائي مجّاناً!
ذهبنا بصحبة صديق الى مطعم فلافل يملكه عراقي مسفّر ويديره شباب من البصرة ويعمل بشكل جيّد في طهران ويرغب بعمال، قدمنا صديقنا الى صاحب المطعم وذكر بفخر أنّنا أصدقاؤه الأطباء ونبحث عن فرصة عمل في المطعم، تفاجأ الرجل ولام صديقنا على فعلته وكيف سمح لنفسه بتشغيل أطباء في مطعم فلافل! ثم اصطحبنا الرجل في اليوم الثاني الى مستوصف (غازي الحريري) وقدمنا الى إدارة المستوصف لكن دون جدوى. ينشغل، ولا أقول يشتغل كثير من العراقيين بالحوزة الدينية، كلّ من ليس لديه حرفة أو صنعة يجد في دراسة العلوم الدينية أسهل طريقة للحصول على راتب ومساعدات من مكاتب مراجع الدين. كما في أي عمل وصنعة هناك حوزات تدرّ أموالا طائلة وتوفر حياة مريحة لمراجع كبار وطلبتهم، وهناك حوزات أو دكاكين صغيرة لمراجع فقراء، الأولى يرتادها طلبة علوم من السعودية والبحرين ولبنان، فيما يعيش فقراء العراقيين وربّما الأفغان على الأخرى. فوجئت بوجود طلاب حوزة من نيجيريا وتنزانيا وجنوب افريقيا، أذكر أنَّ أحد أولئك الطلبة كان لاعباً مميزاً وماهراً في لعبة كرة القدم! طرح علينا أحد الأصدقاء فكرة العيش على مردود الدراسة الحوزويّة حتى تتحسّن الأمور، رفضت الفكرة كليّا، فذلك أبعد ما يكون عن رغبتي واهتمامي.
خلال تلك الأيام، كنّا نستمع لمقترحات محدّدة بشأن وجهتنا المقبلة، أحد الأصدقاء اقترح مثلاً، الذهاب إلى سورية، اذ تؤوي الكثير من العراقيين وربّما نستطيع العبور منها إلى لبنان وحتى العمل مع حزب الله!
المشكلة أنَّ هذه الوجهة تحتاج الى المال والمعرّفين أيضا، ونحن لا نملك ذلك. أرسل لنا طبيب عراقي يعمل في سورية رسالة عن طريق صديق آخر بعد أن سألناه عن فرص العمل والحياة هناك، فأجاب بطريقة فكاهية قائلا: إنّكم ستكونون بأحسن حال، إن كانت لكم علاقة او قرابة بالفنان كاظم الساهر!
التقينا زميلاً عائداً من شمال العراق بعد سنوات عدّة من العمل طبيباً هناك، لكن دخول القوات الحكومية لنصرة مسعود البارزاني ضد غريمه جلال طلباني نهاية عام 1996 غيّر كلّ شيء وأصبح الشمال غير آمن كما كان.
من المفارقات التي أذكرها هي لقائي في قم بصديق من أيام الطفولة وممارسة لعبة كرة القدم تحديداً.
كان الأخوان جواد ومقداد توأماً متطابقاً ومن الصعوبة التفريق بينهما، حتى أنَّنا لم نسلم من مقالبهما، إذ حدث أن يتكلم جواد باسم مقداد وبالعكس ونحن نصدق.
التقيت مقداد مرات عدّة في مدينة سوق الشيوخ في الناصرية وزارني مرَّة في المستشفى العسكري وهو يرتدي عمامة رجال الدين وسط استغراب المنتسبين من طبيعة العلاقة التي تربطني برجل معمم من سوق الشيوخ. المحزن أنَّ النظام أعدم الشيخ مقداد بعد أشهر من لقائي به! أما جواد فالتقيته في قم وهو الآخر شيخ معمم، فكشف لي عن خطّة محكمة للخروج الى الفلبين بعد فشل محاولته الأولى! أعطاني الشيخ جواد وعداً بمحاولة ترتيب شيء لي معه فمازحته بالقول: لعلّنا نقوم بإنشاء فريق كرة قدم في الفلبين! ظهر لاحقاً أنَّ خطته ذهبت أدراج الرياح. كان الأخوان، رغم قصرهما النسبي، بارعين في لعبة كرة القدم!
في قم أيضا، التقيت زميلي الدكتور طارق أحمد الذي اختفى أيام دورة الصنف في مدرسة الطبابة العسكرية!
أخيرا، جاءت فكرة الخروج الى اليمن بعد معرفتنا بوصول طبيب عراقي اليها عن طريق إيران، كنّا نعرف خاله الذي يلعن إيران وجماعتها بصورة مستمرة، شجّعنا على الذهاب والخلاص من إيران بأسرع وقت.
التركيز الآن ينصبّ على الوصول الى اليمن، فهي إضافة الى ليبيا الدولتان الوحيدتان اللتان لا تشترطان سمة دخول "فيزا" عن العراقيين، وفرصة العمل في مهنة الطبيب متاحة فيهما، والأهم أنّهما عربيتان ولا وجود لمشكلة اللغة، الى جانب معرفتي السابقة بوجود أكثر من صديق طبيب في اليمن، لكن ليس ثمة سبيل الى الاتصال بأحدهم.
طلبت من صديقي الدكتور عمر العقيدي 1000 دولار وهي تكفي لإيصالي الى اليمن، فأرسل 300 دولار وطلب مني الانتظار لحين إرسال المبلغ المتبقي.
اشترينا أنا وعباس جوازي سفر عراقيين بسعر 300 دولار لكلّ جواز من أبي حيدر البلداوي العضو في "حزب الدعوة"، وبعض أعضاء هذا الحزب مشهورون كأفضل جماعة تعمل في أمور التزوير!
كتبتُ بخطّ يدي المعلومات المطلوبة بالجواز، اقترح أبو حيدر كتابة أسماء مستعارة، لكننا فضّلنا الحقيقيّة، أردت أن أكون أنا أينما ذهبت. ثم أنّني أحمل شهادتي الطبية ووثائقي الأخرى باسمي الحقيقي، وفي حال تغيير الاسم في الجواز ستبدو بقية الوثائق مزيّفة بلا فائدة. ختم أبو حيدر جوازاتنا بأختام دائرة الجوازات العراقية وسلّمها لنا، اكتشفنا بعد ذلك، أنَّ سعر الجواز كان مرتفعاً جدّاً ويمكن تدبيره بأقل من 200 دولار!
نظراً لمهنتنا الطبيّة، ظنَ المهرّبون والمزوّرون أنّنا نتّكئ على خزينة من الدولارات!
الى هذا الحدّ سارت الأمور بشكل طيّب، لكنّ جوازاتنا مازالت بحاجة الى ختم الخروج من إيران أو الحصول على الكارت الأخضر، وهي مهمة تحتاج الى المال، وليست يسيرة على شخص دخل بصورة غير شرعية.
تلقّينا وعداً من شخص بإصدار كارت أخضر مقابل 100 دولار، لكنّ المحاولة باءت بالفشل بعد انتظار أسبوعين كاملين!
الأخوان لؤي وعدي لم يحصلا على موطئ قدم، فقرّرا العودة الى العراق عن طريق التهريب أيضا!
كان الشيخ المعمّم عزيز من الأصدقاء المقرّبين، أخبرنا أنَّ لأخيه أبي محمد وهو الآخر شاب معمّم، له علاقات جيدة وواسعة مع الاطلاعات (المخابرات) الإيرانية وبمقدوره ختم جوازاتنا شرط أن تتم العملية في الأحواز جنوب إيران وأن نغادر خلال شهر من تاريخ ختم الخروج. هذا جميل، لن ننسى لك هذا الفضل أيّها الطيب، قلنا للشيخ عزيز، لكن علينا أوّلا تدبير أجرة الطائرة الى اليمن! احتجنا الى 1600 دولار للذهاب فقط، وضعف هذا المبلغ في حالة حجز تذكرة للذهاب والإياب وهو شرط يفرض على كلّ المسافرين العراقيين في حينها. كان بحوزتنا مبلغ 1000 دولار فقط، أغلبه لصديقي عباس، ونحتاج الى 600 دولار أخرى.
جعفر الإمارة صديق وطبيب تعرّفنا عليه في قم، وكنت أعرف أخاه الضابط الطبيب الذي أعدم في البصرة بتهمة العمل ضد النظام.