تمكّن جعفر من الهروب إلى إيران في ظروف قاهرة، وبالصدفة عرفت أنَّ العقيد جمعة الإمارة جارنا في صنف المخابرة الملاصقة لوحدة الميدان التي خرجتُ منها عم جعفر!
يا الهي.. كيف للأقدار أن تجمعنا بهذا البصراوي الجنوبي؟ سبقنا جعفر بستة أشهر الى إيران، لكنّ أهل البصرة عموما يفتقرون الى النفوذ هناك، لذلك لم يحصل على عمل لفترة طويلة في إيران.
في تلك الأيام، وصلت الى جعفر 1000 دولار من قريب له في أميركا! أعطانا منها 600 دولار، على أن نسدّدها بعد الوصول والعمل في اليمن.
التقينا أبا محمد شقيق الشيخ عزيز، كان لا يتحدّث كثيراً ويجيب عن أسئلتنا بكلمات قليلة وبثقة من يستطيع إتمام العملية وبلا مقابل، ثم اتّفقنا على اللقاء به في الأحواز.
ذهبنا الى الأحواز من قم بصحبة اثنين من أصدقاء السكن، كانت لهم عوائل تسكن في مخيمات اللاجئين العراقيين (الاوردكاه) قريبة من الأحواز، على أن نبيت عندهم ونلتقي أبا محمد في الصباح.
الـ (اوردكاه) عبارة عن بيوتات صغيرة من البلوك ومواد حديدية فقيرة، طرقها صغيرة ملتوية ومليئة بمياه آسنة، عشوائيات محاطة بأسلاك شائكة، عوائل تعيش ضيق المكان وذات اليد، لكنّها كانت في غاية الكرم معنا.
أظهروا كلّ عبارات الترحيب، قدموا أفضل ما لديهم من طعام كما يفعل أهل الجنوب دائما.
في المساء، ذهبنا رفقة مضيفنا أركان، وهو أحد الشابين اللذين أتيا معنا من قم، الى بيت أبي زينب وقضينا ليلتنا بالسمر معه، كان رجلا يعيش وحيدا في غرفة بدت مرتبة الى حدّ كبير، لديه ضعف وضمور واضح بإحدى ساقيه وقرحة مزمنة في كعب قدمه العليلة، يمرح ويغني ويطلق النكات باستمرار، يسخر من رجال الدين كمن خبر ألاعيبهم وأساليبهم، يتذمّر من أنَّهم خطفوا الانتفاضة والمجاهدين الحقيقيين وجيروها بأسمائهم وأحزابهم.
اتذكر أنَّه رفع دشداشته ليريني جرحاً قديماً غائراً في فخذه الأيمن تسبّب بقطع العصب النسوي لفخذه أثناء الانتفاضة، شعرت بحضرته وكأنّني في الناصرية، ثم عرض مساعدتنا في الذهاب الى الأحواز والتّكفّل بعودتنا إلى قم، شكرناه بامتنان عظيم لكرمه معنا، في آخر الليل ودّعنا أبو زينب وعدنا للمبيت في بيت أركان.
في الأحواز لا تشعر بغربة، فوجوه الناس مألوفة ولسانهم عربي، يقلبون الجيم ياءً في كثير من الكلمات وهذا ليس بغريب عني، فأمي تقول "دياية" وليس دجاجة حتى الآن.
وزيّهم مثل أزياء أهل الجنوب كأنّي لم أغادره.
يستبدّ بك الحنين أكثر الى أهلك وناسك حين ترى ما يذكرّك بهم.
صباح اليوم التالي، التقينا أبا محمد عند دائرة حكومية إيرانية، أخذ جوازاتنا المزيّفة ودخل بها على عدّة موظفين، خرجنا بعدها الى دائرة مقابلة وقدّمنا إلى ضابط إيراني اسمه كاظم من عرب الأحواز، رجل أصلع ونحيف بلحية كثّة لكنّها مرتبة ويطغى عليها اللون الأبيض. أظنه كان برتبة عقيد في الجيش الإيراني، تحدّث لنا بأدب وبلغة عربية سليمة، وتمنّى لنا حياة أفضل خارج إيران، وأعرب عن سعادته لمساعدتنا في الخروج من إيران.
ثم قال لنا بصراحة: نحن لا نمانع خروجكم، لكن تذكّروا أنَّ عليكم الخروج قبل شهر من الآن، سلّمنا الجوازات بختم الخروج مشفوعة بعبارة.. مع ألف سلامة.
عدنا الى مدينة قم بفرح غامر متطلعين لأيام أفضل، كلّ شيء جاهز الآن لحجز بطاقة السفر والانطلاق الى اليمن السعيد.
خلال أيام معدودة، حجزنا بطاقتي سفر إلى صنعاء ذهاباً فقط، فهذا كلّ ما تسمح به نقودنا وهي مجازفة كبرى، بحيث توقع كثيرون أن تتم إعادتنا، بسبب شرط حجز البطاقة ذهاباً وإياباً للعراقيين كما مرّ.
خلال أقل من أسبوعين سنغادر إيران، لكن زيارة إيران لن تتم بدون زيارة مشهد وقبر الإمام الرضا لنحصل على لقب (زاير)، هذا ما أكّده بعض الأصدقاء.
توجّهنا إلى مشهد للزيارة التاريخية التي لن تتكرّر بعد ذلك ربّما، كانت خاطفة وسريعة، لكن المفارقة، أنّني صادفت في مشهد جارا لنا في بغداد أُسر بداية الحرب العراقية الإيرانية، كنت أعرف أخوته فقط ولم نلتقِ مسبّقاً، فكان أوّل وآخر لقاء! اشتريت بنطالاً وقميصاً جديدين لأوّل مرّة خلال ستة أشهر قضيتها بنفس ملابسي مع أسمال من بعض الأصدقاء!
توجّهنا إلى مطار طهران في يوم تموزي حار جدّاً، كان موعد الإقلاع صباحاً، بتنا ليلتنا مع أصدقاء مطعم الفلافل الذين أردنا العمل معهم في وقت سابق، كانوا ثلاثة أخوة تركوا والديهم وفرّوا من البصرة بعد دخول الجيش لها عام 1991، أعطونا اسم محل حلاقة في صنعاء يعود لقريب لهم، شكرنا صنيعهم معنا وأخذنا عنوان الحلّاق، ففي مثل تلك الظروف يبحث الغرباء غريزياً عن يد تمتدّ لهم وهم في حالة من الوهن والضعف. لم أدخل أي مطار أو أصعد أي طائرة من قبل، شعرت في المطار وكأنّني أمشي وسط هلام وليس عالماً حقيقياً.
سألت صديق رحلتي عباس، إن كان ما نفعله جزءاً من فلم لا نعرف نهايته؟
فأومأ لي، أن اصمت واستمر.
كان موظفو المطار يرمقون وجوهنا بنظرات صامتة، لم أسمع كلمة، سواء عربية أو فارسية أو إنكليزية، الا واحدة عند نهاية ممر طويل وبعد فحص الحقيبة، قال شاب إيراني بملابس رجل أمن:.. بفرمو
عند آخر بوابة للانطلاق خشينا العودة بِنَا الى إيران بسبب أمر البطاقة ذي وجهة السفر الواحدة. تفحّصها الموظف وطابقها مع الجواز، نظر بوجهي المتعرّق أصلاً، لم يسأل أو يستفسر عن شيء.
ختم الجواز وأعاد لي البطاقة.. بفرمو
الى اليمن السعيد
وصلتُ الى صنعاء مطلع تموز 1997، مُثقل بالديون وفي جيبي 20 دولارا فقط لا غير، بحيث لم اتمكن من الاتصال بأهلي لطمأنتهم على حالي بعد أشهر من الانقطاع، ومع ذلك، اتذكر أنَّ ذلك اليوم كان ماطراً وجميلاً، رقصتُ فيه مع زخات المطر وأنا غير مصدّق من إمكانية نزول المطر في تموز! حين توجّهنا من إيران الى صنعاء أنا وصديقي عباس، لم نكن نمتلك أدنى معلومة عن اليمن، لكنّنا سمعنا عن توفّر فرص العمل للأطباء، كما كنّا نعرف اثنين أو ثلاثة من أصدقائنا الأطباء هناك، معرفة مجرّدة فقط، من دون عنوان أو أي وسيلة اتصال.
أعطانا صديق من إيران، اسم طبيب عراقي قريب له يعمل في مستشفى بلقيس، الاسم فقط، من دون ذكر العنوان أو أي تفاصيل أخرى! كان من الطبيعي أن نستأجر تكسياً خاصاً ليأخذنا الى مستشفى بلقيس، فعلنا ذلك، وأوقفنا أحدهم، فلفّ بنا عدّة لفات في صنعاء، وسأل بعض المارة عن المستشفى دون جدوى.
أخيراً وبجزع ربّما، قال صاحب التكسي: سأنزلكم هنا وتدبّروا أمركم، في هذا المكان كثير من الأطباء العراقيين.
نزلنا أمام فندق الوطن ويظهر أنّه المقرّ الرئيس للأطباء العراقيين باليمن، لكننا لم نسمع به من قبل. كان يدير الفندق شاب يمني اسمه رشاد، يتحدّث بلهجة أهل مدينة تعز القريبة من لهجة أهل الموصل بالعراق.
يا لحُسن الأقدار!
اتّضح لنا لاحقاً، أن مستشفى بلقيس خارج صنعاء!
باشر زميلي عباس العمل في اليوم الأوّل لوصولنا، تمكّنت من الحصول على فرصة العمل في التالي، بعد أن جاء طبيب يمني اسمه محمد الشامي الى الفندق باحثا عن طبيب لإدارة عيادته، تفاجأت باسمه المطابق لاسم مطرب عراقي اشتهر حينذاك، بأغنية يقول مطلعها: يفر بيه هوى المحبوب يا يمه
يفر بيه وانا الماتوب يا يمه
خامرني شعور باستمرار دورة أيامي الى حين.
سألني الشامي عن أصولي، وما اذا كانت ريفية أم حضرية، فالعمل مع أبناء الريف يتطلّب فهم أولوياتهم، فأجبته بنعم، أنا فلاح وابن فلاح وأدرك أهمية البقرة والحمار في حياة الفلاحين.
ضحك من جوابي ولم يسأل أي أسئلة أخرى، ثم قال: هيا بِنَا الى مكان العمل وستكون شريكي في ما نحصل عليه من أرباح!
ذهبت رفقة الشامي الى مقر عملي الجديد في قضاء خولان الذي يتبع محافظة صنعاء ويبعد عنها نحو ساعة بالسيارة، وفي قرية صغيرة اسمها مسوّر.
كانت منطقة ريفية جميلة تتألف من تلال صغيرة وتشرف على وادي مليء بأشجار القات الشهيرة.
كان مكان العمل عبارة عن مستوصف مكون من أربع غرف، واحدة للصيدلية وأُخرى للفحص والمعاينة واثنتان للمرضى، مبنية من الطابوق، تعلوها غرفة صغيرة لسكن الطبيب.
في اليوم التالي لمباشرتي العمل، طلبت من الشامي مبلغاً مقدماً من المال كي استطيع الاتصال بأهلي بعد انقطاع سبعة أشهر.
اتصلت بأهلي وتكلّمت مع أبي وأخي عباس، كانت المكالمة عبارة عن دموع وليس كلمات، فأبي لم يصدق أنَّني ما زلت على قيد الحياة!
باشرت العمل على مدار الساعة، فعندما تعيش في المستوصف نفسه، يكون من الصعب أن يستمرّ نومك حتى الصباح، إذ إنَّك غالباً ما تضطر للنهوض نتيجة لبعض الحالات الطارئة أو حتى لعلاج صداع الرأس.
معظم الناس لا يميّزون بين حالات المرض الصعبة وتلك التي تحتمل الانتظار حتى الصباح.
ذات مرًّة، طرق باب المستوصف عند منتصف الليل، تصوّرت أن في الأمر حالة علاج طارئة، فأخبرني الطارق بوجود بقرة تنزف كثيراً بعد ولادتها!
وعندما أخبرته بعدم تخصّصي ومعرفتي بالحيوانات، طلب مني مجموعة كبيرة من إبر فيتامينK ليقوم بزرقها هو كما حصل مع البقرة السابقة!
في أول شهر، من وجودي في اليمن، دعيت لحضور حفل زفاف بالقرب من العيادة، وفيه شاهدت للمرّة الأولى رقصة "البرع" الشعبية، حيث يتقابل شخصان أو أكثر ملوحين بخناجرهم، ويدبكون بحركات متناسقة جميلة على وقع طبل صغير، ذكّرني ذلك، برقصة الجوبي العراقية على طريقة أهل الجنوب التي أحّبها جدّاً وأجيدها.
بعد أشهر من وصولي الى اليمن، التحق بي عدد من أعز وأقرب أصدقائي في كلية الطب، وهم كلّ من بهاء حسين وصباح حسن وسلمان محمد ومؤيد كاظم.
لكنّهم وصلوا بالأسماء المستعارة التالية:
صباح حسن، باسم علي عبد الحسين!
سلمان محمد، باسم فرج ليلو!
مؤيد كاظم، باسم مهند كاظم!
أفرحني خبر وصولهم، وأزعجني سماعي بخبر إلقاء القبض على صديقي المقرّب الدكتور خضير عباس بعد هروبه الى الأردن في الأسبوع نفسه، فأُعيد الى العراق وسُلّم الى المخابرات العراقية وسجن 6 أشهر.
في تلك الأيام، صرت أذهب الى صنعاء بشكل منتظم للقاء الأصدقاء الذين أرى فيهم وطناً جديداً، برغم أنَّ صديقي عباس تحّول في تلك الفترة الى مدينة ذمار وأصبحت لقاءاتي به قليلة.
حرصت على أن أشهد أي فعالية اجتماعية ممكنة لاكتشاف أصل العرب في اليمن كما يقال.
حضرت أكثر من صلاة جمعة في جامع القرية، ولاحظت أنَّ الخطيب يقوم بقراءة الخطبة من كتاب وبلا إضافات أو توضيح، الأمر الذي لم استسغه ولم أشهده من قبل في العراق أو إيران.
شاركني السكن في الحجرة الصغيرة، مضمد المختبر اليمني طاهر يحيى، وهو الآخر ذكّرني باسم رئيس الوزراء العراقي الأسبق طاهر يحيى، حتى أنّي فكّرت بالتشابه الكبير بيننا نحن العرب.
كان طاهر غاية في الأدب والطيبة، يسكن صنعاء وهي ليست بعيدة، لكنّه يفضّل النزول الى الأهل في أيام الجمع فقط لأنّها آمنة وأقل كلفة، وغالبا ما كان يردّد على مسامعي أنَّه يشبهني من حيث الشعور باغتراب حتى وهو وسط اهله، ويقول باستمرار:
كم أرغب في العيش كما أحبّ واشتهي، وليس ما يشتهي أبي أو أخي أو زوجتي، عليك أن تعيش كما تشتهي يا حمودي!
شاركني العمل أيضاً، ممرضة يمنية شابة اسمها سيدة الباردة، وهي من قرية المسّور نفسها، من بيت الباردة، وغالباً ما كانت تتندّر على اسم عائلتها!
وكانت فعلا سيدة في عملها وأخلاقها، شاطرة وتعرف حدودها جيّداً.
ذات يوم، دخل أب غاضب جدّاً يحمل بندقية، مهدّداً بقتل الطبيب العراقي، فوقفت الممرضة سيدة أمامي لحمايتي وتكفّل طاهر بالحديث مع الأب وتهدئته.
كان سبب فورته الغاضبة تلك، حدوث "صرع حراري" لطفله، اعتقد أنّه بفعل علاج البنسلين الذي وصفته له برغم تحسّسه منه!
وبعد جهد ومشقّة أقنعته بعدم إعطائي البنسلين لطفله أصلاً، وأنَّ الموضوع يتعلّق بالصرع الحراري. كان الفقر يمنع كثيرين من الحصول على خدمة طبية جيدة ولا يفضلون الذهاب إلى صنعاء الا بعد استفحال المرض، ومعظمهم لا يؤمن بالأمراض المزمنة مثل، الربو والسكري وضغط الدم، وتشيع بينهم أمراض مستوطنة، كالملاريا والتهاب الأمعاء ومضاعفاتها، وعادة ما يحملون الطبيب مسؤولية بعض الأعراض الجانبية للدواء.
أما المعارك القبلية في اليمن فحدث ولا حرج، أذكر أن إحداها دارت بين قريتنا (مسوّر) وقرية (جحانة) التي تقع على الجانب الآخر من الوادي.
في تلك المعركة المشؤومة، قُتل صديقي محمد المسوّري، وكان متعلّماً محبّاً للرياضة، حتى أنَّه يعرف الكثير عن تاريخ كرة القدم العراقية ويحدّثني بمحبة عن اللاعبين العراقيين، خاصة فلاح حسن وحسين سعيد!
بعد انتهاء المعركة، جاؤوا به محمولاً ببطانية وأنفاس متقطعة، ومن أوّل معاينة رأيت مخّه منثوراً خارج قحف رأسه بفعل طلقة نارية.
كان يوماً حزيناً وكئيباً للقرية ولي شخصياً، لكن المفارقة، أنَّ مقتله جاء بخبر خروج أخيه من السجن بعد أنَّ أمضى 3 سنوات فيه في قضية قتل أيضاً، إذ تنازل ذوو القتيل عن أخيه المسجون أحمد لإعالة العائلة بعد فقدان محمد!
معظم المعارك تدور حول الأرض والعرض بين قبائل يعرف بعضها جيّداً وقد تكون بينهم عملية نسب ومصاهرة، برغم أنَّ بعض الشباب المتعلمين يعارضون ذلك، ولا يرغبون في أن يكونوا جزءاً من حرب؛ طرفها الآخر زملاؤهم في المدرسة أو الجامعة، وغالباً ما كانوا يقولون لي سرّاً، أنَّهم يذهبون رغما عنهم، وإلا تعرضوا للنبذ من القبيلة.
حضور مراسم العزاء لا يشبه ما تعوّدت عليه أبداً، فالرجال يجلسون في صالة كبيرة، يخزّنون القات ويتحادثون في شتى المواضيع، ويقوم بعضهم بقراءة المدائح النبوية أو سورة من القرآن بين فترة وأُخرى.
مضت سنتان من العمل المتواصل بجدّ وحرص شديدين، أُجهدتُ جدّاً وقلّ حماسي مع مرور الوقت، لكن عزائي الوحيد في العمل المتواصل، هو الحصول على دخل مالي جيّد، استطيع من خلاله مساعدة أهلي في أيام الحصار القاسية، حتى أنَّي تمكّنت من شراء بيت في بغداد، وطلبت من أخي ناجي وعائلته الانتقال اليه لتخفيف الضغط عن منزل الأسرة المتواضع.
حسنا، العمل في اليمن وضعني في خانة أصحاب العقارات، إنَّه شيء جميل حقّاً!
برغم أنَّي لم استطع نقل ملكية البيت باسمي أو باسم أحد إخوتي بسبب قرار 57 السخيف، الذي أصدره نظام صدام ويقضي بعدم السماح للمواطنين بتملّك عقارات في بغداد، إن كانوا غير مقيمين فيها أثناء التعداد السكاني لعام 1957، وتم تسجيل ملكية البيت باسم زوج عمتي.
كان الراديو الذي يعمل بالبطاريات، حيث لاوجود للكهرباء، والجرائد والمجلات التي يجلبها لي طاهر نوافذي الوحيدة على العالم وأخبار الوطن الأم.