سألني صديق متابع جيد لمنشوراتي اليومية الغير خاضعة للحذف او الرقيب.
- ألا يوجد مساحة للفرح بيومياتك؟!
فكانت الإجابة سهلة جداً لان الفرح موجود في وجداننا العراقي والانساني منذ ان خلق الله اوروك واودعها بين ضلعي النهرين المقدسين وكل من يوجد على اديمها لابد له من وقت للفرح ووقت للحزن.
- نعم الفرح.. الفوز الساحق للسيدة الفاضلة "هيفاء كاظم الأمين " عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في الانتخابات البرلمانية 2014 التي جرت مؤخرا في العراق لتثبت ان انصار الدولة المدنية بخير وليسوا اقلية كما يروج انصار الاسلام السياسي والديماغوجيون.
ورغم حزننا التليد والازلي الى يومنا الفجائعي الراهن إلا ان نفوسنا تقطر فرحا وتهدا خواطرنا بالامل الذي لايموت حينما نرى من بقى ونجا من اقبية ومطاردة حقبة النظام "الصدامي" السابق وعادوا بيننا ولازالوا احياء ويحققون تفوق ونجاح علمي وإبداعي متميز وباهر ، يواصلون طريق النضال بكل عفة ومسؤولية من اجل العدالة والمساواة والحريّة واعلاء قيم الجمال والسعي لدولة المدنية والحداثة.
"وهيفاء كاظم الأمين "حفيدة" أباً ذَر" احدهم بامتياز تقف بكل شموخ من اجل مدينتها ووطنها المثخن بالجراح والماسي والفواجع، مسلحة بالامل من اجل التغيير مهما كلف الامر .
"هيفاء الأمين" لا تحتاج الى من يعرفها ناضلت ضد الطغيان والديكتاتورية منذ نعومة أظافرها وبعد الاحتلال واصلت المشوار الذي آمنت به بكل اخلاص لمبادئها من اجل الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية.
خاضت الانتخابات البرلمانية للمرة الاولى وإيمانها يزداد رسوخاً باتجاه هدف وحيد هو رفع المظلومية عن الشرائح المهمشة من النساء والأطفال والشباب.
تلتقي كل يوم فئات المجتمع البسيطة والمثقفة في مقاهي الرصيف البائسة التي تعج بالعاطلين عن العمل وهي تتواصل بكل حب واحترام مع الجميع في الشوارع وبيوت الصفيح التي تسمى بيوت مجازا لانها عبارة عن عشوائيات محقونة بالبؤس والحرمان والامراض لاتملك أدنى شروط السكن ولاتليق بالبشر تحت اي مبرر وفي اي مكان وزمان حتى الكهوف للانسان البدائي ارحم واكثر انسانية منها.
جابت " هيفاء الامين" مدينتها طولا وعرضا بدون أسطول حمايات حكومي ولا ولائم من المال العام والرشى كما تفعل الاحزاب المتنفذة التي تستغل المال العام وكل مقدرات الدولة والدين، ولم تستغل "هيفاء الامين" عوز وفاقة ومرض البسطاء "الأغلبية الساحقة" مما اثار حفيظة الاحزاب الطغموية المتسلطة من الاسلام السياسي.
يكفيها فخر لم يوجد سارق واحد بين ظهراني حزبها" الحزب الشيوعي العراقي".
اقتحمت الانتخابات بروح ومبادئ إنسانية صادقة بكل شفافية هدفها الوحيد المساواة والمواطنة بهذا البلد الذي يتسع للجميع ويعيل الجميع بخيراته اللامحدودة وثرواته المهولة، وأبناءه لا يجنون غير الفقر والخيبات والقتل والانكسارات والفشل والنزوح والهجرة.
بقيت ولا زالت تؤرق ظلامي وسياسي الصدفة مابعد السقوط.
الذين باتوا يخافون من كلمة ديمقراطية التي يرددوها ليل نهار على السنتهم في كل المحافل وترعبهم كلمة مدنية ويعتبرونها كفر والحاد.
حتى باتوا يشتمون كل من يتبنى التيار المدني او دولة العدالة الاجتماعية ويصفونه بالزندقة.
ومع كل هذا فازت "هيفاء الأمين" فوزا ساحقا ولا أردد مثل البعض انها خسرت لعدم وجودها على كرسي البرلمان فحصلت على (03001 صوت) اومايزيد وجاءت بالمرتبة الثالثة على عموم العراق بالنسبة للنساء، علما ان هناك من حصلن على (50 صوت) داخل قبةً البرلمان وبلسان مهذار بالطائفية والعرقية والشتائم القذرة، وهناكً وزراء تلقوا هزيمه نكراء هم على راس وزارات في الحكومة او مستشارين.
ربما يقول قائل: هذه لعبة الانتخابات ونحن بلد محاصصة ومكونات.
كيف ستتعامل مع نائب او وزير او مستشار لايستطيع إقناع خمسين فرد ولإيملك اي رصيد جماهيري وبشهادة اعدادية مزورة من طهران او سوريا.
ان اللعبة السياسية في العراق عبثية غير قويمة وليست منطقية في ظل المحاصصة وبعدم وجود قانون احزاب "اقره البرلمان مؤخرا" لكنه سيبقى حبر على ورق شانه شان كل القوانين الاخرى وفي ظل قانون انتخابي عسير على الهضم "نظام سانت ليغو الانتخابي" الذي تواطئت عليه الكتل الكبيرة من اجل تمريره لصالحها ونظام الكوتا العنصري تبقى كل القسمة في هذا البلد قسمة "ضِيزي" قسمة خارجة عن العدالة والصواب منحرفة في ضوء كل المقاييس.
قسمة فصلتها الكتل المتربعة بعد ان وصلت للسلطة في ظل القائمة المغلقة ومنذ "السقوط" ليومنا هذا بخست حقوق الشعب وانهكت الاقتصاد وخربت المخرب وأنتجت مؤسسات فاسدة مليئة بالمحسوبية والرشى والفساد الاخلاقي بكل انواعه وحكومة تنظر للشعب العراقي من ابراج عاجية كقطيع من العبيد.
لقد كان الاولى بالحكومة ان تمنح السيدة "هيفاء الأمين" دعم لامحدود وتكلفها بمواصلة نضالها واستثماره للبلد بتوليها احدى مؤسسات الخدمة الاجتماعية وتوظيف خبرتها من اجل تنمية المراة والطفولة والتعليم.
"أليس كذلك يا أولي الالباب"؟!
من اصحاب المدس والمحابس في لا اليمين واليسار والتي تستخدم كرمز طائفي.
اقولها بالفم المليان لم ولن تستحمروا الشعب العراقي طالما هناك نساء مثل "هيفاء الأمين" وهن كثر في الاعلام والإدارة وطبيبات وأمهات مربيات ومعلمات في الداخل والمهجر معهن يكبر الوعي ويشع التنوير ويصبح ثورة وينتصر الامل.
وأقول بالفم المليان لقد فازت "هيفاء الأمين" وفوزها اخاف البعض وعرى قانون الانتخابات والعملية السياسية برمتها وكشف هوى الشعب العراقي وتوقه للدولة المدنية وتمسكه بحقوقه مهما طال الزمن واشتدت المحن.
تحية احترام واجلال لكل نساء العراق في الداخل وفي المنافي البعيدة اللواتي تبوءن مناصب برلمانية في دول عديدة ويرأسن مؤسسات إعلامية وشركات ومشاريع بنجاح باهر ويشار لهن بالبنان ومصدر فخر للعراق.
ومقولة المراة نصف المجتمع لاتستقم حتى عدديا وببغاوية.
المراة كل المجتمع اذا اعطيت حقوقها دون تميز او انتقاص اعدت شعبا طيب الاعراق والثمر والبقاء.. ودول تتمتع بالرقي والازدهار والقوة مثل المانيا والبرازيل والارجنتين وكرواتيا واسكندنافيا قادتها من النساء اللواتي واجهن الازمات برباطة جاش وتحملن المسؤولية بكل امانة وشرف وتحدي عجز عنها ذكورنا "التيوس" الهجينة المتناطحة من اجل المال السحت والسرقة وافقار الشعب والتناحر الطائفي الدموي الذي يعتاشون عليه.
وصدقت السيدة هيفاء الامين حينما قالت:
أن المرأة ثورة.