كثر الحديث في الايام الاخيرة عن تغيير بعض وزراء حكومة "حيدر العبادي" والأخبار والمماحكات بين الكتل السياسية تتحدث عن تغيير الجميع بما فيهم رئيس الوزراء لانه ليس مستقل وينتمي لحزب الدعوة وجاء بالمحاصصة وهذه الاصوات ليس من المكونات الطائفية والعرقية المناكفة والمعارضة التي في الحكم والوزارات بنفس الوقت بل من التحالف الوطني نفسه الذي ينتمي اليه صاحب نظرية "أعطوني تفويض اعطيكم إصلاحات".
أخذ التفويض من الشعب "ونقعه وشرب ماءه". شقشق وغرد رئيس الوزراء بقرارات ليس لها سند دستوري او قانوني وباع الشعب وعود وعبارات وردية في العدالة والقضاء على الفساد وباتت جعجعة فارغة وتافهة بدون طحين. مقلدا سلفه الذي يمثل عنوان الفشل القاتل حتى في اختيار الكلمات والجمل، الرجل قضى ١٢عام في البرلمان ويحمل شهادة دكتورا بالهندسة من بريطانيا كما يدعي من حوله وعاش ودرس في بريطانية مثل معظم من بالحكم اليوم، وهذا لم يكن بين للعيان من خلال خطاباته ومعالجاته وسلوكه، ووزير اتصالات في اول حكومة بعد السقوط "حكومة اياد علاوي" ومتهم بالفساد ايضا ورئيس اللجنة المالية في دورة البرلمان السابق وانتخب نائب رئيس البرلمان في الدورة الحالية قبل ان يورط برئاسة الوزراء، ولم يعرف ان قراراته مخالفة للدستور. واحقاقا للحق الرجل كانت نواياه سليمة فعاد للشعب وبصراحة اعترف انه لا يستطيع مخالفة الدستور وشركائه الذين اتوا به وبدا يهرب للامام وتتبعه الكتل السياسية التي لايمكنها الاستجابة لمطالب المرجعية والشعب لانها ستخسر المناصب والمغانم المليارية واراد ان "يكحلها عماها" بسلم الرواتب الجديد وتقليل رواتب البرلمان والرئاسات والحق الضرر بهؤلاء المستضعفين وتقليل أفواج حمايات السادة وعلية القوم وعرضهم للخطر فجن جنونهم وباتوا يتهمونه بالتفرد باتخاذ القرارات ومخالفة الدستور والشراكة وبكل وقاحة يقولوها جهارا نهارا وكأن العراق شركة مساهمة وليس دولة.
إعادت المحكمة الاتحادية برئاسة الخرف المنتهي الصلاحية "مدحت المذموم" من الشعب المخصصات للبرلمان والدرجات الخاصة والمنافع الاخرى وجبر خواطر البرلمانيين الحاليين والمتقاعدين بصرف سلفة قدرها 75 مليون دينار في الوقت ذاته ابقى الاستقطاعات والتقشف على المتقاعدين والموظفين البالغة 10% من رواتبهم التي تعد مصابة بفقر حال مزمن مع الغلاء وانعدام البطاقة التموينية وشراء الخدمات التي من المفترض ان تقدم من الدولة وهي من صلب مهامهما ووصل الحد للأمن والكهرباء والماء والتعليم التي باتت رسومه لاتسمح الا لذوي الدخول المليونية من الاعيان والتجار والسياسيين وسراق المال العام والمهربين.
والحمد لله على كل حال لم تمس رواتب الرئاسات الثلاث ولولا هذا القرار الرادع العادل والحكيم من لدن المحكمة الاتحادية لأصبحت داعش على حدود الكويت.. ربك قدر ولطف. ما يؤلمني لماذا الامم المتحدة لم تستفيد من مدحت المحمود وتوليه رئاسة محكمة لاهاي او محكمة العدل الدولية لسرعته باتخاذ القرارات وصوابها وحسم كل قضايا الحكومة والبرلمان والساسة في ليلة وضحاها والشعب الى" قير وبئس المصير".
بات هؤلاء الديناصورات عصية حتى على عزرائيل!. بدا بعض الاخوة الأعداء في التحالف الوطني بحياكة غزل شباك مؤامرة للإيقاع بالعبادي "لا لشيء او فعل قام به مجرد انه يدعي الاصلاح على وسائل الاعلام وهذا لا يروق لهم وكلمة اصلاحات تزعجهم، ويا غافل إلك الله" طبعا صيد بالمياه العكرة ولإلهاء للشعب الذي مافتىء يتظاهر كل يوم جمعة منذ شهور وللهروب مما اقترفوا من فساد مالي ونهب والتفاف على الاصلاح الحقيقي الذي يفترض ان يطالهم اولا واخيرا. اما الشعب له كل الحق بالتظاهر الى ما لانهاية لان السلطة بشقيها والقضاء لم يستطيعوا مخالفة الدستور الذي كفل حرية الراي والتظاهرات بشرط عدم الاقتراب من المحمية الخضراء وازعاج اصحاب السيادة والفخامة والمعالي والسفارات التي تدير اجهزتها المخابراتية على الارض العراقية واصبحت شريك في ادارة البلد وفقا لمصالحها. يعني بصريح العبارة لكم التظاهر ولنا الثروة والمغانم. العبادي يعرف قبل غيره ان من أتوا به لرئاسة الوزراء ليس لانه عبقري و يملك عصا موسى لكن حل وسط وحرصا على توسيع إمبراطورياتهم، وكل يغني على ليلاه او بعبارة اخرى "ليس حبا بمعاوية لكن بغضا بعلي". وما عدنا نميز معاوية من علي بسبب سلوكيات الاخوة الاعداء في العملية السياسية. على رئيس الوزراء حيدر العبادي ان يرجع للشعب وبشجاعة ويستقيل ويصارح المواطنين علنا دون لف ودوران بعد ان التف حبل التسقيط والتشهير عليه من قبل الأصدقاء قبل الأعداء ومن اتى به لهذا المنصب بدلا من الهروب للامام بتصريحات ساذجة بتغيير وزاري ولنفترض حسن النية كيف يطلب من نفس الكتل المتحاصصة ترشيح وزراء له وهو يدعي تشكيل حكومة كفاءات مستقلة. اي شطط وسذاجة هذه بتبديل "سعد بسعيد" او"سعيد بمبارك" وما اطكع واكذب من سعيد الا مبارك.
ان اصلاحات العبادي الوهمية لا تستطيع وقف نزيف الدم اليومي واستنزاف وسرقة المال العام بعد ان غاب الحساب والقضاء وتجذر الفساد. وللخلاص من المأزق الذي وضعوك فيه اخوة يوسف ووضعتنا فيه لانك رئيس وزراء المسؤول التنفيذي الاول لكن التجربة افضت الى "اسمك رجل ياكعيم عن وحشة الليل". لايمكن لاي شعب يملك ذرة من العقل ان يقبل بهروبك للامام بكل قرارتك ويجري خلفك الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا الا اذا كان شعب من المجانين والحمقى.
اعملها وافعلها فعلة حسنة وعمل لم يسبقك احد به في تاريخ الشرق الاوسط والعراق واستقيل بكل فخر ورجولة. وبما انكم تدعون جميعا دعاة الاسلام المحمدي نذكركم بقوله تعالى "من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون". بصراحة شديدة ان رئيس الوزراء حيدر العبادي انقلب على من اتى به لرئاسة الوزراء من اباطرة السياسة والمال ولو كلاميا وهم انقلبوا عليه بمعارضتهم للاصلاحات ولو بالخفاء ولم يعلونها صراحة رئيس وزرائنا "كعيم" استمرأ لعبة الانقلابات بشكل يومي وانحيازه لحزبه "حزب الدعوة" وانقلب على الجميع حتى من لم نتفق معهم فطلب تفويض من الشعب وانقلب عليه وربما يطلب تفويض لدرء كارثة فيضان سد الموصل وتفويض بعد تفويض وتخلص فترة رئاسته ليقبض معاش التقاعد هذا اذا بقي العراق سالما من الانقلابات ولم تمزقه صكوك التفويض الالهية والشعبية. باتت لعبة الانقلابات لغرض الكسب والنهب لعبة معروفة في المشهد السياسي العراقي وحرب مافيات بلا هوادة كلما اشتد الخناق عليها تهرب للامام. البعض يقول هذه انقلابات بيضاء ولم تسفك دونها قطرة دم ونحن نقول هذه الانقلابات عطلت الدولة وعمل الحكومة والخدمات وادخلت الارهابين لعقر دارنا كما حصل مؤخرا بتفجيرات مدينة الشعلة والصدر والمقدادية وتحصد كل يوم ارواح المئات وهذه حلقة من سلسلة طويلة كلما اختلف حكام المنطقة الخضراء ازدادت ضراوتها انها من اسوء وافدح ما شهده تاريح العراق من انقلابات على مر تاريخه انقلاب حيدر العبادي ظاهره ابيض ديمقراطي بلون اللبن وباطنه اسود ارهابي وحالك وموت زؤام لازال مستمر مع استمرار نفس الوجوه والاحزاب التي باتت الحل والمشكلة في آن معا. كل الكتل السياسية تريد العودة من شباك مايعرف بالعملية السياسية بعد ان بات الشعب يضيق عليها الباب الواسع الذي استغلوه باسم الدين وبحجج التهديدات الارهابيية التي سمح فسادهم بدخول كل انواع الارهاب وفي بعض الاحيان موجود في العملية السياسية ويغضون النظر عنه لمصالحهم الخاصة ومصالح احزابهم التي لم تبقي ولم تذر كل خطوات العبادي وجعجة الكتل السياسية من باب امتصاص غضب الشارع الذي يغلي والالتفاف على المظاهرات وتسويفها واختصار المشكلة بتغير وزراء امرا مضحكا وهزليا ان تحقيق الاصلاحات تبدا من القضاء واسترداد عقارات الدولة المستولى عليها من الاحزاب ومحاسبة من يقصر باداء وظيفته وكشف الفضائيين وبناء جيش واجهزة امن حرفية تؤمن بعقيدة الوطن وليس اي عقيدة اخرى.
قبل ان نختم لانتمى اليوم الذي ياتي ونقول لك (كلهم خانوك يارتشاد "ياكعيم") ارجع للشعب الضامن الوحيد للعراق والسلام بعد التوكل على الله بنية صافية وليس بالهروب للامام. الخوف كل الخوف ان يكونوا حكام العراق من الفرقة الناجية والشعب العراقي من اصحاب السعير." فاسمعوا واعقلوا ولاتكونوا من اصحاب السعير وتصدقوا وعود كل من اشترك في العملية السياسية بعد الاحتلال ومراقبتهم بشدة في قادم الايام لانهم اوغاد.