{المصائب لا تأتي فردى كالجواسيس، بل سرايا كالجيش}
اخيرا خرج الى النور تقرير اللجنة التي شكلت عام 2009م برئاسة السير جون تشيلكوت في بريطانيا بخصوص غزو العراق والذي اتهم رئيس الوزراء البريطاني الاسبق توني بلير بالفشل الذريع في التعامل بغزو العراق 2003 م قبل استفاذ الوسائل السلمية.
علما ان كل الاسس القانونية غير موجودة وليست لها مايبررها بغزو وتدمير العراق بلد الحضارات وتركه فريسة للارهاب والتدخل الاقليمي وسرقة اثاره التي لاتقدر بثمن وبقية ثرواته وقتل ابناءه من المدنيين بدم بارد. واكد التقرير ان الحرب على العراق خدعة مبنية على الكذب والتزوير وان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير شارك في الحرب استرضاء للرئيس الامريكي جورج بوش الابن، وقد ضلل العالم والشعب البريطاني ولازال يسوق الاكاذيب والحجج الواهية بكل وقاحة ويتنقل في المنطقة العربية متلبسا برداء رسول سلام.
رغم ان اللجنة التي استمرت مدة سبعة سنوات متواصلة خلصت الى ان غزو العراق جاء نتيجة معلومات مفبركة وتم اخراجها في دوائر الاستخبارات البريطانية والامريكية، وسبق وان اعترف كولن باول وزير خارجية امريكا بذلك قبل بضع سنوات. الجميع يعرف ومتيقن ان بريطانيا وامريكا والغرب من خلفهما تشن حروب لاتخضع ولو بقيد انملة الى المعايير القانونية والسياسية والاخلاقية بل هي حروب من اجل رسم خرائط جديد للعالم والهيمنة عليه بعد ان استنفذت اتفاقية سايكس – بيكو ولابد من ايجاد قسمة جديدة للعالم تخدم مصالح الكبار مهما كانت بشاعة الاساليب والدمار الذي تلحقه بالاخرين وقتل ملايين البشر وتدمير الارث الحضاري والانساني لاقوام وشعوب.
اليوم تعيش بريطانيا ضجة مدوية اخرى بعد الاستفتاء الذي خرجت بموجبه من الاتحاد الاوربي حيث المطالبات لذوي الجنود الذين قضوا نحبهم في العراق (179 جندي فقط) علما ان ما سقط من ضحايا في العراق بسبب هذا الغزو المشؤوم بالملايين. اليوم ترتفع الاصوات في بريطانيا من اجل محاسبة توني بلير كمجرم حرب وارهابي فقد قالت "سارة اوكونور" شقيقة جندي قتل في العراق:الناس يجب ان تعرف ان هناك ارهابيا اسمه توني بلير.
ولم يغب عن المطالبين بمحاسبة توني بلير كل ماحدث ويحدث في العراق والمنطقة بسبب هذه الحرب المجنونة والوحشية مذكرين بتفجير الكرادة الاخير وليس الاخر لانه تبعه تفجير مرقد الامام "سيد محمد" في بلد 40كم عن بغداد.
لكن حجم جريمة الكرادة والفاجعة التي يعجز اللسان عن وصفها غطت على جميع مايجري اليوم في العالم فهو تفجير لم تشهد بغداد بحجمه ووحشيته والامكانيات التي هياة له ومثل هكذا تفجير بحاجة الى اطراف عديد لتسهيل الوصول الى الهدف "الكرادة" وهذا ما لايعرفه احد في ظل حكومة اوسلطة فاشلة ومتهرئة، وبدا البعض يحلل ويطلق التكهنات كما يشتهي وسمح لنفسه بان يكون خبير جنائي وخبير متفجرات.
اليوم في العراق يحكم اسوا مواطني بريطانيا العظمى اوهم اكثر واسوا اجراما من الغزاة في الخداع والتضليل او بسكوتهم مع سبق الاصرار وهم يعرفون الجناة وسطهم في العملية السياسية اليوم وجب على الشعب العراقي فضحهم ومحاسبتهم قانونيا وسياسيا لانهم ساعدوا المحتل وسكتوا عن كل الجرائم التي سببها الاحتلال دون ان يرفعوا اي دعوى في المحاكم الدولية او ينصفوا ذوي الضحايا. لاغرابة يصمت هؤلاء ازاء هذا التقرير وغيره من التقارير الاممية ولاغرابة لانسمع لهم اي دور في حفظ ارواح العراقيين فهم يحملون الجنسية البريطانية واقسموا الولاء للتاج البريطاني.
جل الحكومة او 60% من الساسة العراقيين يحملون الجنسية البريطانية او الامريكية فرئيس الدولة فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الخارجية ابراهيم الجعفري كلهم مواطنون بريطانيون.
اما الامر المستغرب الاخر في العراق يوجد 11 الف منظمة انسانية وحقوقية ومنظمة مجتمع مدني وهي عناوين ومواقع على الانترنيت وغير موجودة على ارض الواقع دون ان تحرك ساكن وتكتفي بالادانة والاستنكار وكان الجرائم تحدث في كوكب اخر وليس في العراق.
ان السؤال الذي يجب طرحه هل يحق لنا رفع دعوى على اذناب المحتل في بريطانيا لطالما هم يحملون الجنسية البريطانية وان القضاء العراقي في اجازة مفتوحة؟!!!.
لانتوقع من حكومة جاءت مع المحتل وقسمت الولاء للتاج البريطاني ان تستغل مثل هذا التقرير وتطالب بتعويض ذوي الضحايا العراقيين ولا يمكن لاي سياسي ان يطالب بحقوق العراق كبلد دمر واحتل لطالما ولاءه للطائفة او جهة خارجية فليس من اولوياته، ولا يحرك ضميره الانساني حجم الماساة والقتل الذي يجري على ارض الرافدين ويعتبر المنصب هو غنيمة او استحقاق لايمكن التنازل عنه مقابل خدمة يؤديها للاخر وليس للدولة العراقية.
"بذا قضت الايام ما بين اهلها.. ومصائب قوم عند قوم فوائد" وقد نزلت المصائب على العراق وتناسلت الفجائع بشكل انواعها ولم يشهدها تاريخ البشرية بسبب الديكتاتور والاحتلال ومن تولوا الحكم فيما بعد.
العراق اليوم تنزل عليه المصائب مثل مطر حميم وتتناسل فيه سرايا الجواسيس كالقوارض والامراض تحت اعين العرب والمسلمين والعالم دون ان تهز شعرة في ضميرهم الميت ولا عزاء لهم والضرب بالميت حرام.
ربما العظيم وليم شكسبير تنبأ للعراق وليس لبريطانيا حينما قال:
المصائب لاتأتي فرادى كالجواسيس، بل سرايا كالجيش.