تصريحات السيد مسعود برزاني حول الانفصال عن العراق او الاستقلال تصريحات واضحة لا غموض فيها ولا تحتاج الى تأويل.
انها مؤجلة لما بعد دحر الوحش داعش من الموصل وبعدها ستعلن الدولة الكردية التي يتبناها السيد مسعود منذ زمن طويل بأغلبية كردية شعبية بهذا الموضوع حصرا .
هذا الوضوح والشجاعة في القول تحسب للسيد مسعود برزاني بعد ان عمل جاهدا باستخدام الجغرافية والتاريخ بإقناع اطراف وقوى دولية وازنة ومؤثرة واخرى عربية ثرية واخذ الضوء الاخضر والدعم اللازم بغض النظر عن الاحزاب الكردية المناكفة والحكومة المركزية وبقية مكونات المحاصصة العرقية والطائفية.
ويوما بعد يوم يترجم كلامه الى افعال بدء من تصدير النفط والسيادة على المنافذ الحدودية والقنصليات المستقلة في 92 دولة وانتهاء بحذف العلم العراقي من الاقليم.
وعلى خلاف كل المكونات استطاع الكرد تأسيس لوبيات نشطة ومؤثرة في دول المهجر وعواصم القرار العالمية وهذا يحسب لهم مثلما يحسب لهم جلب استثمارات كبيرة وبناء بنى تحتية وطرق ومؤسسات لابأس بها رغم ان الفساد يعم العراق من الفاو حتى زاخو .
السؤال لقادة الشيعة والتحالف الوطني الكتلة الاكبر هل لازال الكرد حليف استراتيجي؟
وكيف يكون حليف استراتيجي وهو خارج الدولة المركزية ويتمتع باستقلالية وسيادة كاملة على الاقليم وينتظر ضم المزيد بالقوة وبإجماع كل القوى الكردية اعتبار كركوك قدس الاقداس رغم معارضة ايران وتركيا لذلك.
والسؤال نفسه للتحالف السني وال نجيفي والقوميين العرب.
اليوم الجميع يحث الخطى وفق مبدا النيران القادمة لتحرير الموصل لها “حق بالمرور.”
لكن ماذا بعد تحرير الموصل ؟
وما هي ما لآت ما بعد التحرير؟.
والموصل ستحرر حسب التوقيت الامريكي والمصلحة الامريكية قبل كل شيء .
ان من يدعي ان السيد مسعود برزاني حليف استراتيجي يبدو قاصر نظر او تصريحاته للاستهلاك الاعلامي والتعمية لغاية ما او من باب التقية القاتلة في السياسة، ولم يفهم اللعبة برمتها ويعتاش على البقاء مضحيا بالحقيقة ان السيد مسعود رجل استراتيجية واضحة ويعلنها بشجاعة مرارا وتكررا لأنه زعيم تاريخي يقود بالقوة المفرطة ويعرف مراكز القوى ولايريد ان يفوت الفرصة ويلدغ من الجحر مرتين كجيرانه العرب والتقسيم مطروح من قبل الدول العظمى تحت عناوين ومبررات مختلفة هدفها اعادة تقسيم سايكس بيكو لمربعات عرقية وطائفية على شكل كانتونات متحاربة.
اما المكونات العراقية الاخرى من النيام في العسل والمجون والملذات يكفيهم اقليم صغير يمارسون عليه سلطتهم واذلال الناس مستخدمين كل الوسائل الشرعية وغير الشرعية وديماغوجيتهم المملة مرة باسم القومية ومرة باسم الدين ومرة باسم المذهب والمنطقة ضاربين عرض الحائط الامن القومي والجيواستراتيجي الذي يجنبا حروب قادمة لانعرف متى تبدا ومتى تنتهي..
وصدق الشاعر نصر بن سيار الكناني اخر ولاة الامويين على خراسان حينما حذر وقرض شعرا وهنا لا نتبنى موقف ايدلوجيا قدر الاستشهاد به كمثال لحالنا اليوم وان التاريخ يعيد نفسه بحذافيرية عجيبة بين البشر وفي المشرق العربي على وجه الخصوص.
أرى تحت الرماد وميض نار
ويوشك أن يكون لـه ضـرام
فإنّ النار بالعـودين تذكـى
وإن الحرب مبـدؤها كــلام
فإن لم يطفئوها عقلاء قوم
يكون وقودها جثث وهامُ
وقلت من التعجب ليت شعري
أأيـقـاظٌ أمـيّـة أم نـيـام
فإن يقظت فذاك بقـاء ملـك
وإن رقـدت فـأنـى لا ألام
فإن يك اصبحوا وثووا نيامـا
فقل قوموا فقـد حـان القيـام
فغرّى عن رحالك ثـم قولـي
على الإسلام والعرب السـلام
على جميع بني امية الجدد في المنطقة الخضراء من بطون قريش وافخاذها ورومها وعجمها ان يعلموا مثلما الحرب اولها كلام فان الانفصال والتقسيم اوله كلام.
ان الامر المحير لا نعرف من هم الخوارج الذين ينون قتالهم بني امية الجدد!!!
رحم الله القاضي والاديب والمؤرخ أبن خلكان “ولد في اربيل 1211م وتوفى في جبل قاسيون بدمشق 1282م” صاحب اثر وفيات الاعيان وصدق حينما قالها شعرا:
أرى ناراً تشب على بقاع
لها في كل ناحية شعاع
وقد رقدت بنو العباس عنها
وباتت وهي آمنة رتاع
كما رقدت أمية ثم هبت
تدافع حين لا يغني الدفاع