إنَّي أسألُ مِنْ أينَ جاءِ الحُكّامُ؟
أليسَ من المجتمعِ الذي يرفضُ الواقعَ الظالم والاحتقار ولمْ يكنْ نزيها في المواجهة؟!
اليوم بات جميع العراقيين يتحدثون عن الفساد والظلم والفوضى وانتهاك الكرامات وتهديد دول الجوار الطائفية البغيضة التي أشعلت حروب اهلية لها اول مالها اخر.
والجميع يرفض الطبقة الحاكمة في العراق وتهاونها في هدر المليارات التي تصب في جيوب هذه الدول الطائفية الاستبدادية وبدلا من التصدي لها انها تقدم الاستثمارات والتسهيلات لها من قوت ورزق وعذابات العراقيين بكل وقاحة. لقد تمادت دول الجوار في تجاوزاتها وتطاولها على الكرامة والسيادة العراقية وهذا دليل ان الطغمة الحاكمة لاتجيد ادارة الحرب في وجه من يتطاول على الشعب العراقي والارض العراقية بما تملك من قوى ناعمة متمثلة بالاقتصاد والعمق الشعبي والموقع الجيوسياسي للعراق.
والعراق يتمتع بدعم غربي امريكي ودولي منقطع النظير في هذه اللحظة الفاصلة وفق لعبة ولغة المصالح للقوى الكبرى المتصارعة في الاقليم.
ان الحكومة المهترئة في بغداد فشلت بكل شيء الا بتصوير الرفض الشعبي ومن يتظاهر انهم من الغوغاء والعاطلين عن العمل وقد كيلت اتهامات مخجلة لمن يتظاهر مطالبا بحقوقه وكرامته ومواطنته.
اليوم باتت الشعب ساكتا راضخا بشكل مهين ومشين لهذه الحكومة والبرلمان الهلامي الذي يعتبر اقالة او حالة وزير فاسد على التقاعد بكامل حماياته وسياراته وامتيازته انجازا ويتركه دون محاسبة او استرداد ما سرق.
يبدو المشهد اكثر من عبثي في العراق ومقلوب راسا على عقب فالحكومة والطبقة السياسية تسلك سلوك الغوغاء وينطبق عليهم قول الامام علي "ع" ان اجتمعوا اضروا، وان تفرقوا نفعوا.. فلم تذكر لنا الايام منذ تشكيل اول حكومة ما بعد الاحتلال الامريكي للعراق 2003م.
متى اجتمعت الكتل والطبقة السياسة على منفعة او مصلحة للشعب؟
كل اجتماعاتهم وتوافقاتهم لاقرار توزيع المناصب على اسس عرقية وطائفية ومزيد من الامتيازات للبرلمان والرئاسات الثلاث ومن ينتمي لاحزابهم وهناك من يتقاضى اربعة رواتب والاف العاطلين والارامل لايجدون قوت يومهم ناهيك عن ذوي الاحتياجات الخاصة واطفال الشوارع وانعدام المدارس والمستشفيات ودخل للعراق من النفط وحده تريلون دولار خلال عقد من الزمن 2004 - 2014 م.
لقد اصبحت الحكومات في العراق عنوان للتخلف واللاعدالة والفساد والاستبداد الطائفي والحزبي وهذا اخطر انواع الاستبداد.
ويقول عبدالرحمن الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد ان دولة الاستبداد دولة بله واوغاد.
هذا وصف دقيق لطباع حكامنا اليوم.
لكن يبقى السؤال اليس هؤلاء من انتخبهم الشعب؟!
ثلاث مرات لثلاث دورات انتخابية.
لماذا تسكت الشعوب وتتباكى اليس هؤلاء الحكام من انتاج المجتمع وصنيعته؟
الذي لم يكن نزيها في المواجهة كما هو حال الشعوب التي ثارت على حكامها وتخلصت من الظلم والفوضى ونالت حريتها دون منة او منحة من احد.
الامر كله متروك للشعب ونحن نعيش اليوم ذكرى عاشوراء اعظم وانبل واسمى وأول ثورة عرفتها البشرية ضد الظلم والفساد.
ثورة الامام الحسين ‘‘ع" ونذكر بقوله “إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم.”