احيانا عن طريق الصدف "تتعرف على اشخاص وكأنك تعرفت على نفسك " وحياة الصدف حياة مدهشة حقا، هكذا قادتني الصدفة ان اعثر من خلال الافتراضي الساحر على جريدة "بانوراما" ولسوء الحظ متأخرا وبدات اكتب فيها منذ عامين.
ومن الامور الطريفة ومن تجارب سابقة مريرة مع النشر في الصحف اليومية بات الزاما علي ان اسال سؤالي الاول للسيدة رئيسة التحرير “وداد فرحان” عن خطوطهم الحمراء؟
كان الجواب حازما:
لا خطوط حمراء ضمن حرية الرأي والرأي الاخر.
وهذا ما حصل طيلة العامين المنصرمين بالنسبة لي بكل امانة وبرسم الارشيف الموجود على الموقع الالكتروني للجريدة.
وهكذا بدأت اربح صحيفة اسبوعية وصديقين عزيزين على قلبي، نتواصل عبر الافتراضي برسم اللقاء المؤجل كل من السيدة الاعلامية والشاعرة “وداد فرحان” وقرينها الرائع السومري الدكتور” باقر الموسوي” وهو غني عن التعريف في استراليا والمهجر شخصية اكاديمية واعلامية تعمل بهدوء وتواضع جمّّ، وكأننا نعرف بعضنا منذ سنين طويلة ولكلماتنا عبر التواصل الاجتماعي نبض المحبة والاخوة العراقية الرائقة والصادقة في هذا الزمن الطاحن المليء بالفساد والغش والخداع والمصائب.
بعد هذه الومضة التي لابد منها علينا ان نعرف ان وداد فرحان شاعرة ورئيس تحرير جريدة بانوراما لها اسلوبها الخاص في الكتابة والصحافة بكل تلويناتها وفضاءاتها لكن ما اثار انتباهي هو عمودها الاسبوعي “ مــا خـفي” الذي تكتبه في بانوراما وتعيد نشره العديد من الصحف والمواقع الالكترونية
انه ليس مجرد عمود اسبوعي بل نبض انساني خافق، ولا يخضع للنمطية او التقليدية ولا للتابوات التي تفرضها الصحافة العربية احيانا من دون اسباب او مبررات او يختلقها البعض نتيجة تملق ونكوص لمصالح خاصة ويفرض رقيبه الخبيث دون اي مسوغ قانوني او اخلاقي او أنساني في احايين واوقات عصيبة، فتنتكس المشاعر ويضمحل الخيال ويدفن الجمال الذي هو هدفنا الاول والاخير لأنه يمثل الخير والعدالة الانسانية التي نرجوها.
من هنا نجد “وداد فرحان” تخط حروفها بعفوية مطلقة فتتوهج كلماتها التي تريدها ان تبقى كذلك بقصدية مقاربة للحقيقة الصادقة بقراءة الاحداث ومجانبة المجاملة الخادعة والتزويق الكاذب.
ان من الصعوبة بمكان ان تلاحق الاحداث في عالم متغير لحظة بلحظة او ان نواكب ما يجري على ارض الرافدين “ الوطن الام” الذي يحمله كل عراقي معه اينما كان، ومع كل رجفة او هزة في العراق المبتلى ترتج فرائصه بقوة وتشعل حرائق الحنين فيلجا الكاتب للبوح والكتابة عبر المدار البعيد، وسيلته الوحيدة كمبدع.
ان الكتابة في صحيفة اسبوعية مهمة شاقة في تتبع الاحداث واللحاق بها لان الكثير من الاخبار والحوادث تصبح على الرفوف بسب التطور السريع لوسائل الاتصال والسوشيال ميديا. لكن بذكاء تستطيع “وداد فرحان” ان تخلق توازن قدر الامكان باثر رجعي دون ان تفوتها تلك الاحداث التي تعصف بالعراق والعالم من خلال عمودها الاسبوعي ”ما خفي”.
الامر الاخر هو عملها ودعمها للمنظمات الانسانية والاجتماعية والثقافية ولا تفوت فرصة او مناسبة فنية، رياضية، او اجتماعية الا وسجلت حضورا مميزا بابتسامتها المشرقة ودعمها اللامحدود بكل تفاني واخلاص من اجل النجاح فباتت بصمة حضورها وتميزها بكافة انشطة الجالية في سدني والمهجر، وصولا للعراق النبع والاصل والجذور بالمتابعة والمشاركة دون ان تترك شاردة او واردة.
شكرا لكل العاملين والمشاركين في صرح بانوراما التي ترسم وجها اخر للعراق اكثر اشراقا وصدقا وجمالا.
امنياتي لكم بمزيد من الابداع بالكلمة الطيبة والحقيقة المشتهاة من اجل غد افضل وحلم وامل للعراق والعالم الذي نرتجيه للأجيال القادمة.