مثلما تعايش العالم ودعم جورج بوش الأب وانتعشت القاعدة والحركات الجهادية المنفلتة في أفغانستان والشرق الأوسط سيتعايش مع الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب الذي ينظر للعالم نظرة دونية وفق قانون البلطجة "ادفعوا نحميكم" ومثلما تعايش من قبل مع بيل كلنتون ومسرحياته التي أتقن تمثيلها في حل القضية الفلسطينية وأسلحة الدمار الشامل في العراق ومشاكل أفريقيا واستقطع أوقات راحته مع المتدربة مونيكا لوينسكي ودعم وحمى أنظمة ديكتاتورية بالسهر والجيوش التي قتلت آلاف الابرياء والأطفال.
تعايش العالم مع كل الانذال والكذابين مثل طوني بلير وساركوزي وهولاند وكاميرون وقائمة الأوغاد طويلة.
وهل يقل جنون ترامب عن مافعله السكير جورج بوش الابن بعد أحداث 9/11 أما أن تكونوا "معنا أو ضدنا" أيْ لاتوجد منطقة وسطى بين الجنة الأمريكية الموعودة أو جهنم حروبها الفتاكة والمدمرة وشن جورج بوش الابن وإدارته حروب كلفت أمريكا 3 ترليون دولار سُدِّد قسم منها من الدول المانحة والمساهمة للجنون الأمريكي والنهب لأفغانستان والعراق وابتزاز دول أخرى جهارا نهارا ولم يكن خلفه الممثل الأسمر البارع بالدموع بارك أوباما أقل شطارة في الحلب والتمثيل وحصل على جائزة نوبل للسلام وهو يرفع شعار التغيير بواسطة ايجاد داعش وتمكنها لتكون أمبراطورية عابرة للقارات وغض النظر عن داعميها من حلفاء أمريكا الذين يؤرقهم مجرد سماع كلمة ديمقراطية وفي عهد باراك أوباما انتعش الإسلام السياسي في الشرق الأوسط وبدأ يؤرِّق الحكومات والشعوب على حد سواء.
إن للعالم تاريخ حافل مع حكامه المجانين من كل الألوان والأصناف منذ فجر السلالات فكل ما يمدنا به المؤرخون هو عظمة القادة والملوك وعظمة صروحهم لكنه لم يحصِ ضحاياهم في بناء صروحهم وحروبهم وغزواتهم وانجازاتهم العظيمة كم من القربان والجماجم التي كانت لبنات لبناء تلك الصروح المخلدة والتي نتباهى بها في الكتب والبشرية وتتلذذ بقراءتها على مر العصور.
اليوم العالم يعيش بربرية جديدة وتوحش وقتل رغم كل التقنيات التي وصل اليها العلم وانتهى عصر تحكيم العقل والاحساس بالقيم واعلاء شان الفرد المتسامح الرحيم كل هذا يحصل بسبب حكام سفلة أدنياء ومجانيين فبات حفظ النظام مقتصرا على الدول الأقوى أما الدول المستضعفة سلطوا عليها من لايرحم لهذا يبدو حديثهم عن حقوق الإنسان والسلم والمساواة انتقائيا لرعاياهم دون غيرهم ومع ذلك قراراتهم وطريقة تعاملهم وجنون غلوائهم لايستثني شعوبهم التي لاتُبرَّأ لأنها خضعت وانساقت للبربوكندا الاعلامية للحكام وصدقت وعودهم مرة تلو الاخرى واوجدت المبررات لانتخابهم وبررت وشاركت في الحروب على شعوب اخرى.
اليوم في عصر الأنترنيت والتقنيات السريعة واصبحنا نعيش عصر العولمة يحتم علينا ان نكون مجتمع مؤتلف يسعى للعدالة لكل البشر واذا ما انهارت العدالة في مكان سيصل شرار حرائقها للجميع دون سابق انذار وهذا ما حصل بعد غزو أفغانستان والعراق وليبيا وتدمير سوريا واليمن.
من الواضح للعيان أن كل الحكام يتلبَّسهم حلم نبوخذ نصر الذي رأى فيه دانييل نذيرا بالجنون وحين تحدث نبوخذ نصر لاحقا متباهيا بقصره المنيف "أعلن الإله أن ملكك سيزول" فجن نبوخذنصر ومات على الكرسي المسحور وهو يصرخ صراخ مسعور مثل ذئب جريح.
هكذا هم حكام العالم حينما يزول حكمهم سواء جاءوا بالديمقراطية او بالسلاح فهم لم يغادروا كرسي الحكم وإن غادروا ليس بسلام بل يحرقوا ما يستطيعون احراقه وتدمير كلما يستطيعوا تدميره بالحروب او بالمؤامرات وسرقة ثروات الشعوب الضعيفة والبكاء عليها بدموع تماسيح.
وبانتظار نهاية الارض لكل حادث حديث لكن ما انا متيقن منه اكثر من اي شيء اخر هو ان العرب سيبقون ظاهرة صوتية الى يوم الدين ونهاية الارض.