النفطُ مصدر دخل لبلدان عديدة وممالك لها مالها من التخريب في منطقة الشرق الأوسط وتحاول شن حروب على الجوار بصورة مباشرة أو بالوكالة من خلال تجنيد جماعات أشد بطشا وتخلفا منها طمعا بأراضي الغير أو اخضاع شعوب لاتتفق معها بسبب المذهب الديني أو العادات والتقاليد لأنَّها أكثر تحررا في مجالات حقوق المرأة والإنسان فتحاول إركاعها لآيدلوجياتها الجاهلية حفاظا على دوام حكمها وملكها العضوض الذي لايستقيم مع الحريات العامة والديمقراطية ودولة القانون فتخافمن العدوى لشعوبها.
مستعدة هذه الممالك النفطية لأن تُعطي نصف ثروتها للغرب وأمريكا في سبيل البقاء ولا تحسب أيَّ حساب للشعوب أو للتنمية والتعليم والحداثة إلا بشكل صوري واستهلاكي دون أن يمس حياة الانسان وتطلعاته والتنمية البشرية والمستقبل للأجيال القادمة.
فعندما وصل سعر برميل النفط الى 120 دولار أمريكي بقيت الحال على ما هي عليه وعندما انخفض الى 35 دولار لم يكترث المواطن لهذا الهبوط لمعرفته المسبقة أن تلك الأموال ستنهب اما من الطغم الحاكمة وتعاد للغرب بشراء عقارات بأسعار جنونية أو في صالات القمار واليخوت الفارهة، وبسعر يخت واحد ممكن بناء أكبر مستشفى تخصصي لعلاج السرطان وما يصرفه أمراء وحكام وساسة بلدان البترول العربي في العطلات الصيفية يكفي لبناء محطات كهروذرية لتزويد القارات السبعة بالكهرباء وتوفير المياه الصالحة لقارة بحجم قارة افريقيا.
في العراق كان سعر برميل النفط 120 دولار عام 2008 م والمواطن لم تتوفر له المياه الصالحة للشرب ولا كهرباء ولا طرق مواصلات حديثة. لوقارنا مداخيل العراق النفطية ما بعد الاحتلال الأمريكي للعراق سنجدها أكثر مما دخل 12 دولة عربية مجتمعة واضعاف مداخيل بلد الرفاه الاول في العالم "النرويج". هناك بلدان عربية لم تدرج صادرات ومداخيل البترول وعائداته السنوية في الموازنة ولا أحد يعرف عنها شيء وأين تذهب وتحت أيّة باب صرف تصرف ومن المستفيد منها.
أصبح النفط نقمة حقيقة على شعوب المنطقة وكل ما حصلت عليه هو استيراد كل شيء دون أن تسهم بصناعة أو زراعة أو نظم ري حديثة وباتت تستور من إسرائيل بعض هذه التكنلوجيا وتصرخ على شاشات التلفاز الموت لإسرائيل.. الموت لأمريكا. صعد خام برنت أوهبط الجميع مكانك راوح طالما الريع يذهب لجيوب فئة صغيرة وللحكام وملذاتهم وكل المكاسب تعود للدول الغربية صعودا ونزولا.
باتت حتى سلة العرب الغذائية مستوردة من دول غير عربية، العرب يمتلكون صحارى وأنهر ومياه جوفية لم يستطعيوا استثمارها ولو 1% منها وما كان يزرع لحق بالتصحر والملوحة وباتت رعايا تلك الدول تكتظ بها المدن المترعة بالقمامة واحتار بجمعها العمال من القارة الهندية المساكين فحين تستورد السويد القمامة من دول الجوار لاعادة تدويرها وانتاج الطاقة الكهربائية منها وهذا ستثمار مثالي.
بلدان عديدة لا تملك قطرة نفط ووصلت الى أعلى درجات الرقي والنظافة والتعليم مثل سنغافورة وماليزيا وفنلندا والسويد.. واستونيا ذات المليون 600 الف نسمة خرجت من الاتحاد السوفيتي السابق محطمة ومدمر اجتماعيا اليوم تقف على اعتاب الدول التي تعتمد على تقنيات الحاسوب وبنت اقتصاد وبنى تحتية بعقد من الزمن تفاخر به دول البلطيق.
النفط وإيراداته لاتعني شيء اذا كان من يتحكم به الجهلاء والمتخلفين كمثل حمار يحمل اسفارا لايفقه مايحمله اليوم شعوب المنطقة تتغنى على مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخها وماضيها الجميل وهي عاجزة عن صناعة الابرة او الترانزستر أو ابريق الوضوء حتى فوانيس رمضان واعلام المناسبات الدينية مستوردة من تايوان البوذية والصين التاوية أو من الهند السيخية، بلدان نفطية تبني محطات نووية وناطحات سحاب وتعجز عن صناعة حفاضات بمبرز ولقاحات امراض الاطفال وفلاتر تصفية المياه.