بلدان أم جحيم؟
قال مسؤول في منظمة العفو الدولية: ان عدد لاجئي العالم بلغ 22 مليونا، ولكن ثمة لاجئون في بلدانهم، زادوا على ال 33 مليون شخص، تعالوا نقف عند هذه المفردة، التي ستدخل عن قريب في عناوين الدراسات والمطالعة ((لاجئون في بلدانهم)) ترى اي بلدان تلك؟!!.
شطرنج
المهاجر يترك في قلب اهله “ آهة} ولا يسعهم نسيانه، وربما لايجدون مفرا من الحديث عنه في كل فاصلة، حديثا مهما كان عابراً.. وقد اورد علاء الدين الغزولي في “ مطالع البدور في منازل السرور“ان بعض الاكابر سأل احد العامة: هل تعرف اللعب بالشطرنج؟
فقال الرجل لا والله يامولانا.. ولكن لي اخ اسمه عز الدولة وهو اخي الاكبر، وقد سافر مغتاظا منذ عشرة اعوام وسكن مدينة قوص.. والى الان ماورد منه كتاب.. وهو ايضا مثلي ما يعرف يلعب بالشطرنج.
وعلى ذكر المكتوب، فقد يبالغ المهاجرون عما يحيطهم عندما يكتبون رسائل الى ذويهم.. وقد كتب احدهم مرة الى اخيه في بغداد، ان الثلوج تساقطت من حوله فجمد البرد كل شيء “ حتى الاصوات“ واضاف “ اذا نفخوا الان في البوق لا يسمع له صوت ،بسبب البرد“ ولكن بعد ان يطيب الجو ويزول الانجماد ستندفع الاصوات في الابواق مرتفعة باجمعها.
أموات وأحياء
توفي احد العراقيين المنفيين، وشاء اصدقاؤه ان يلبوا وصية له بدفنه في تربة على مقربة من والدته في الوطن ،وعندما اتصلوا بأهله جاءهم صوت يائس ومحبط وعميق هل تعتقدون ان للاحياء من بيننا قيمة تذكر لكي نهتم بالأموات.. ادفنوه لديكم. وعلى الرغم من ذلك ثمة حق لرفات العراقيين في الخارج ان تعود الى ثراها.. ولكن كم يلزم من الوقت والساحات والحدائق لتأمين عودة سلسلة طويلة من رفات ابناء هذه الارض المتوفين بعيدا عنها” من جميع الاجيال والملل والنحل“ربما ابتداء من رفات هارون الرشيد في مقبرة طوس في ايران؟ وقبل هذا كم يلزم من الوقت لرد القيمة المهدورة للاحياء من ابناء هذه الارض؟.
التاريخ
شكا صديق يمنى مهاجر مولع بقراءة احداث وتاريخ العراق ان بلاد الرافدين مسكونة بالكوارث منذ القدم، فذكرناه بكارثة سد مأرب على مشارف صنعاء وقال انكم متفننون في حرق كتب ومؤلفات بعضكم او اغراقها في الانهار او منعها من الصدور والترويج فذكرناه باليمنيين الذين احرقوا كتب الداعية الاسماعيلي “ سليمان بن حسن“ عام 1496 في تعز، حيث ستمر بعد شهور قليلة ذكرى خمسمئة عام على الحادث.