في رسالة كتبها “بديع الزمان الهمداني“” الى شيخه“ ابن فارس المنسوب له عتاباً على الهمداني بقوله فسد الزمان وتغيّر علينا البديع وجاء في الرسالة ما نصه:
الشيخ الامام يقول فسد الزمان، أفلا يقول، متى كان صالحا؟.
أفي الدولة العباسية وقد رأينا آخرها وسمعنا بأولها.
أم في المدة المروانية وفي اخبارها لا تكسع الشول باغبارها.
أم البيعة الهاشمية وعليّ (يشكو و)يقول ليت العشرة منكم برأس من بني فراس.
أم الايام الاموية والنفير الى الحجاز والصدور الى الاعجاز.
ام الامارة العدوية وصاحبها يقول: وهل بعد البزول إلا النزول.
أم الخلافة التيمية وصاحبها يقول: طوبى لمن مات في نأنأة الاسلام.
أم على عهد الرسالة ويوم الفتح (إذْ) قيل اسكتي يا فلانة فقد نأت الامانة.
أم في الجاهلية، ولبيد يقول:
ذهب الذين يُعاش في اكنافهم..
وبقيتُ في خَلَفٍ كجلد الأجرب.
أم قبل ذلك وأخو عاد يقول:
بلاد بها كنا وكنا نحبها..
إذ الناس ناس والزمان زمانُ.
أم قبلها، وقد روي عن آدم (قوله):
تغيرت البلادُ ومن عليها
فوجه الارض مغبر قبيحُ
أم قبل ذلك، وقد قالت الملائكة (لربها): أتجعل فيها من يُفسد فيها ويسفك الدماء.. وما فسد الناس ولكن اطّرد القياس، ولا أظلمّت الايام، ولكن امتدّ الظلام.. وينسب الى النبي محمد (ص) وهو يخاطب الانصار بالقول:
انكم لتقلّون عند الفزع وتكثرون عند الطمع.
*******
الامامة والسياسة:
”لقي المنصور فقيهاً في الطواف، والفقيه لا يعرفه، فأمسكه من يديه، وقال: أتعرفني؟
قال: لا أعرفك..ولكن قبضتك قبضة جبار.”