في يوم المرأة العالمي لايد ان نتذكر بان جنس الذكور لم بعد مصدر إذلال النساء، الوحيد ولم تعد الدعوة الى كبح المرأة لكي تعود الى عصر الإماء والحريم حِكرا على رجال يتخندقون في امتيازات ذكورية متوارثة عن عصور انقرضت منذ زمن بعيد، فان نساء (وبينهن كاتبات) يتصدرن الآن عاصفة غبارٍ صفراء تستهدف إغلاق منافذ الاوكسجين على النساء ومنعهن من التحرر، وذهبت احداهن يوما (عائشة مخلد من المغرب) حد الدعوة الى تحريم الاستماع الى اغنية تقول “يأتي الطفل عندما يرغب الأبوان ويكون بينهما حب” بزعم انها لا تعترف بمشيئة الخالق في إنجاب الاطفال.
في البرلمان العراقي يشار الى نائبات يقفن مع اسوأ التشريعات والتفسيرات القانونية التي تسلب النساء شرعة المساواة مع الرجال في حقوق المواطنة
وقبل سنوات، عندما قضى مفتي المملكة العربية السعودية ابن جبرين بسفر المرأة لوحدها الى خارج البلاد لكن شرط ان تكون مثل اي طرد بريدي، قيد المراقبة والحظر، ولزوم الاستلام والتسليم، ايدته نساء كثيرات، من الخليج حتى من باكستان، وقالت عن ذلك براء احمد (كاتبة اسلامية مهاجرة) ان الفتوى “اسكتت الاصوات النسائية الداعية الى التحلل” وسخرت الكاتبة من فتوى كاتب السيرة والحديث الحسن البصري الذي يجيز سفر المرأة من دون محرم “اذا كان الطريق آمنا”.
وحين كانت الكاتبة البنغلاديشية المتنورة والمهاجرة تسليمة نسرين تتحدث في آب من العام 2007 عن روايتها (العار) وتوقع عليها في ناد ثقافي بمدينة حيدر اباد جنوب الهند (اكثرية مسلمة) هاجمتها سيول من المصلين الغاضبين بينهم نساء اقدمت واحدة منهن على (عضّ) الكاتبة التي تدعو الى وقف إذلال وقتل المرأة الاسيوية ومعاملتها كانسانة وام.
والامر اللافت ان الحركات الدينية المتطرفة المناهضة لتحرر النساء بدأت منذ سنوات تقدم الى واجهة الحملة الدعائية الغاشمة نساء محشوات بالرطانة والنصوص الظلامية لتسفيه افكار المساواة والتحرر والدفاع عن الحقوق المدنية للنساء، وتُعدّ أسمى جل حسن الباكستانية المهاجرة الى اوربا واحدة من تلك النسوة اللواتي تحدرن من مصانع تفريخ العنف ضد المرأة، وقد اعلنت مؤخرا “أن الدعوة الى تحرير المرأة إنما هي دعوة للعبودية المذلة، عبودية للشهرة الزائفة، عبودية للمال وللأفكار الهدامة، للغثاء” وقالت عن النساء المناضلات من مساواة المرأة بالرجل انهن “أقلقهن حجاب المرأة المسلمة وتعدد الزوجات”.
حين ذاك كاتبة خليجية (اسماء الرويشد) على القوانين والاتفاقيات الدولية التي شرعت في صالح المرأة وحمايتها من العنف ورأت انه “من أخطر” تلك الاتفاقيات والمواثيق الاتفاقية المسماة “اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة المعروفة باتفاقية السيداو” وزعمت انها بالضد من التشريعات الاسلامية.
اما سهاد عكيلة (من لبنان) فقد اطلقت شعارات التجييش ضد نساء المدينة اللواتي يتنقلن بفمردهن بين المتاجر وكتبت تقول”تحرر البلد، وتحرر وسط بيروت التجاري، بكل ما تعنيه الكلمة، من احتلالٍ سياسي، ليرزح من جديد تحت وطأة الاحتلال اللاأخلاقيّ!
حتى حار أهل العفّة والحياء أين يتّجهون بأبصارهم!”.
ان ثقافة العنف الذكورية والاحتكارية.. ثقافة الردة.. تعبر عن نفسها الآن في ابشع صورة حين تتولى نساء مهمة تلطيف إذلال بنات جنسها.
كلام مشهور
“ الشمعة لا تخسر شيئاً إذا أشعلت شمعة أخرى.”.