القانون الذي انجزه وصوّت مجلس الوزراء على مروره الى الخيمة التشريعية بعنوانه البسيط الصندوق الاجتماعي للتنمية في العراق ثم من مضامينه الواقعية، يرسم، لمن يقرأه
بتمعن، خارطة طريق لبناء مجتمع سليم،
ودولة مواطنة في نهاية المطاف، تنال فيها الشرائح الفقيرة واصحاب الموارد المتدنية والعاطلين وسكان الريف والنساء القادرات على العمل والخريجين والمغتربين والمحرومين فرصا وفيرة للمساهمة في عملية البناء وتنمية الموارد والاحتماء بحقوق غير قابلة للتصرف والتلاعب والاجتهاد، هذا فضلا عن ابناء الطبقة الوسطى ورجال الاعمال المحليين واصحاب المصالح والقطاع الخاص.
ويشاء القانون منذ ساعات صدوره ونشره واعلان النية على عرضه على مجلس النواب ان يلدغ العقل السياسي المحافظ، في موضع امتيازات المظلومين من قبل النظام السابق، وابنائهم، شهداء وسجناء ومتضررين، والمتقاعدين، وتابعنا عروضا وتمارين في الخطابة وتصريحات، أقل ما يقال فيها، بان اصحابها لم يقرأوا المشروع، وقد بنوا حملتهم (وحميّتهم) على تصريحات مقتضبة اطلقها ساسة يعرفون جيدا بان القانون يستهدف الى ترشيد بنية الحقوق والضمانات الاجتماعية ويسد الطريق على التلاعبات والمخالفات وتلفيق الاسماء المنكل بها والمحتاجة الى الدعم والتزكيات مما اهدر ثروات واموالا طائلة، دخل الكثير منها في اقنية الاحزاب وشراء الذمم وتكوين البطانات.
ففي موجبات واتجاهات القانون يمكن لنا ان نتوقف عند سطور بالغة الدلالة والمعنى عن “إنصاف“ الشرائح المعففة والاكثر حاجة للدعم، حيث يضمن توفير المساعدة بسرعة للمجتمعات المحرومة والتي تأثرت بالنزاع، لمساعدتها على اعادة بناء البنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية واستحداث فرص عمل مؤقتة” وكذلك“ تعزيز العمل الجماعي، والمساءلة الاجتماعية، بما يعزز الثقة بالدولة و.. “دعم المشاريع الصغيرة ذات العمالة المكثفة.
بوجيز الكلام، فان القانون الخاص بهذا الصندوق، يصحح معادلات الضمان الاجتماعي عن طريق تحويل حاجة المواطن للدعم المعيشي من “افضال “مُذلة للزعامات والاحزاب والوكلاء والنصابين والمزورين الى “حقوق “ثابتة وكريمة لهم على الدولة، لا منّة لحزب او سياسي عليهم، وهذا حصرا، ما اثار انزعاج ما اسميناه بالعقل المحافظ الذي يسعى، بكل الوسائل الى ارجاء انتقال البلاد الى دولة مواطنة.. وابقائها في دوامة دولة الطائفة والعشيرة والمحاصصة، وإن لم يُفصح عنها علنا.
**********
الامام علي:
“ما أضمر أحد شيئاً إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه“