تابعتُ باهتمام موضوع "اتفاق حزب الله- داعش" ولاحظت حميّة انفعالية في الدفاع الاعمى عن زعامات سياسية دينية وولاء صنمي لها وعبارات تقديس وتأليه لاهوتية لاشخاصها من بعض الاتباع وانصاف الكَتَبة.
فجاءت في بالي الخاطرة الاستدراكية التالية:
لحسن الحظ ان محمد بن عبدالله كان آخر الانبياء، وإلا لأعلن كل جماعة مسلحة عن نبيّ "مُرسل" لها، ولقاتل الجميعُ الجميعَ، تحت رايات انبيائهم المزيفين.
***
تضامنا مع الصحافة المستقلة..
ومنعا لانضمام المزيد من الاعلاميين الى جيش العاطلين عن العمل
فيما دق رؤساء تحرير الصحف العراقية المستقلة ناقوس الخطر لاحتمالات التوقف اوتقليص الخدمات التي تقدمها في ملاحقة الفساد والعلل التي تضرب بنيان الدولة وحماية الثقافة والتراث والذاكرة من التشوه، فقد تزامن ذلك مع الاستغناء عن المئات من العاملين في الصحف ووسائل الاعلام والاقنية المختلفة في العاصمة بغداد والمحافظات، الامر الذي القى بظلاله القاتمة على مستقبل التجربة الديمقراطية الوليدة وعلى مساحات التعبير عن الرأي والرقابة الشعبية على أداء السلطات، كما وأثار، ويثير، قلق المنظمات الدولية الموصولة بعمل الصحافة والصحفيين، وهدد بإطفاء التميّز الذي تتمتع به الدولة العراقية، ما بعد الدكتاتورية، من حيث التعددية الاعلامية بين اعلام تموله الدولة وآخر تصدره الاحزاب السياسية، وثالث هو الاعلام المستقل.
وقد تلقت نقابتنا، النقابة الوطنية للصحفيين، استشعارات واستفسارات عما تعانيه صحف البلاد ووسائل الاعلام العاملة فيها، كما تلقت نداءات وشكاوى من العاملين الذين انضموا الى جيش البطالة في البلاد في ظروف الازمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة، وكل ذلك يجري مع اشتداد الحرب على العصابات الارهابية الاجرامية، وهزيمتها على الارض امام قواتنا الوطنية المشتركة، بما يعطي للاعلام دورا استثنائيا في تعبئة الرأي العام وتسريع عمليات النصر واعادة البناء.
واننا، إذ نتابع هذا التراجع المقلق في اوضاع الاعلام العراقي والعاملين فيه فان ما يضاعف قلقنا هو التجاهل البائن لهذا الحال، من قبل الجهات صاحبة العلاقة في السلطات الثلاث، والهيئات الاجتماعية والثقافية حيث كانت مقدمات انهيار الاعلام الوطني، المستقل بخاصة، تلزم التعجيل بتشكيل هيئة اختصاص تضع معالجات جدية على اساس التصورات التي وضعها رؤساء تحرير الصحف المستقلة، والدراسات الميدانية التي تتناول مشكلات الاداء الاعلامي وسبل تصويبه، والاهم، حماية العاملين في هذا الميدان من البطالة والعوز، وكي لا يستمر نزيف الكفاءات الاعلامية وهجرتها الى خارج البلاد.
وموازاة ذلك فان على ممثلي الصحف المستقلة وجمهرة العاملين في الاعلام الذين وجدوا انفسهم عاطلين عن العمل وكل انصار الحريات والتعددية الاعلامية تنظيم اعمال احتجاج وضغط واتصالت لجهة وضع حلول عاجلة لهذا التردي في وضع الاعلام وايجاد فرص عمل للعاطلين.