بالغ احد العراقيين في عرض حالنا، حيث امتلأت القارات بشظايانا ووصل البعض منا الى تشيلي والباكستان والجزر الاسترالية المنسية فقال: ان اول رجل يصل الى المريخ سيكون عراقيا من احد طالبي اللجوء، واضاف ان المريخ سيكون مكانا آمنا للهجرة، قبل ان يصله الاميركان للوصول الى هناك في شهر كانون الثاني / نوفمبر من عام 2009 ميلادية.
ولكن يتعين على العراقي الذي سيهاجر الى المريخ ان يأخذ علما بحياة ذلك الملجأ البعيد، استنادا الى اخر رحلة اليه تمت في الرابع من حزيران الماضي حيث رست مركبة باث قايندر” هناك وبدأت تزود الارض بتقارير حية عما يجري ومنها تقارير مقلقة عن غبار من اكاسيد الحديد وعواصف فحمية خانقة، على العراقي الذي يفكر بالهجرة الى المريخ ان يقطع في رحلته ملايين الكيلومترات فيصل الى ملكوت مفتوح، فليست ثمة حدود او محطات تدقق جوازات سفره، وحين يهبط هناك سيجد درجة الحرارة الاعتيادية بحدود 60 تحت الصفر في دوامة من العواصف الرملية الهائجة، ليس ثمة ماء هناك فقد تعرض المريخ منذ مليار سنة الى كارثة كونية ادت الى تبخر الماء واختفائه.
واذا ما وجد وهو يتجول في تلك الاصقاع – اقنية وانقاض سدود فعليه ان لا يحتار فهي دليل على ان بشراً متحضرين كانوا يعيشون على الكوكب، حيث شيدوا مشاريع اروائية جبارة قبل ان تداهمهم تلك الكارثة.. وعليه ان لا ينسى ان كلا من الارض والمريخ ولدا قبل ما يزيد على اربعة مليارات سنة وكلاهما عرفا المياه والطوفانات المتواصلة.
يقول العلماء: ان المريخ لكي يكون صالحا للحياة بحاجة الى جراحة كونية، وربما يصلح العراقي الذي جرب العوم في بحر ايجه واختراق البحار المجهولة الى السواحل الاسترالية البعيدة ليكون من بين طاقم الجراحين الذين يتكفلون بتوطئة بيئة المريخ لتستقبل البشر.
يحتاج العراقي المهاجر الى المريخ الى مناعة اضافية ضد العوارض البيئية هناك، فسيتعرض الى الاشعة فوق البنفسجية وصواعق الاشعة الكونية التي تفوق سرعتها التدميرية سرعة الضوء. اما تكاليف الرحلة فقد ذكر ان المجموعة البشرية الاولى التي ستغادر الى المريخ بعد اثني عشر عاما ستحتاج الى 38 مليون دولار “ فقط“ لكن الخبراء ابلغوا الذي يود الهجرة الى هناك ان التكاليف ستنخفض عاما بعد اخر لتصل نفقات نقل الكيلو غرام الواحد بين عشرة الاف دولار و300 دولار.. ولكن بعد ان تكون الطلائع الاولى قد اقامت مراكز استقبال تتولى فحص جوازات السفر لتعيد حملة التأشيرات المزورة من حيث جاؤوا في رحلة عودة يقطع العائد خلالها 75 مليون كيلومتربمعدل 300 كيلومتر في الساعة لستة اشهر دون توقف.. وذنبه على جنبه.
من كتاب الهجرة والهجير الصادر العام 1999