لا أحسب أن دولة في عالمنا المعاصر واجهت أو تواجه هذا الكم من المشكلات في وقت واحد كهذه التي يواجهها العراق.
ظاهراً تبدو المشكلة الأمنية والمواجهة مع داعش هي الأشد خطورة، لكن الثقة بعدالة موقف العراقيين وببشاعة الدواعش تمنح الكثير من الاطمئنان إلى أن النصر في هذه المواجهة محسوم لصالح العراق والعراقيين.
انتصارات القوات العراقية بمختلف تسمياتها خلال الأشهر الأخيرة تأكيد عملي على ذلك، فيما يمثل وقوف العالم مع العراقيين، ولو بحدود دنيا، علامة طيبة على تعزيز امكانات العراق من أجل الانتصار على داعش.. نحن نحتاج إلى هذا النصر ويحتاجه الكثير من العالم يقظ الضمير.
لا ينبغي القلق كثيراً من هذا التحدي لكن تنبغي إدامة عوامل الانتصار.
خطر سد الموصل يشكل قلقاً لعموم المواطنين لكن مضاعفة هذا القلق سببها غياب المعلومات الواضحة والدقيقة، وسببها المباشر هو التهويل الاعلامي حيناً وتسخيف المشكلة وتسطيحها حينا آخر. غياب الثقة بالمعلومات الرسمية من جانب وانعدام الثقة بمعارضي الحكومة من جانب آخر يضع الناس في دوائر شكوك لا تنتهي. ينبغي لمواجهة هذه المشكلة اتخاذ أقصى التدابير التي تؤمّن حماية الشعب والبلد من خطر محتمل وغلق منافذ الفساد الذي يحاول حتماً استثمار الأزمة وتعاقداتها، تنبغي أيضاً مكاشفة المواطنين بالحقائق المعززة بمعلومات مقنعة وقادرة فعلاً على تبديد الشكوك، كا تنيغي المباشرة باجراءات سريعة من أجل كل ذلك سواء أكان السد مهدداً بالتحطيم أو لم يكن. يجب وضع الشعب بالصورة الحقة. لكن المشكلة الأكبر هي مشكلة المال وغيابه باندحار أسعار النفط.
هذه المشكلة هي الأشد مباشرة. إنها مشكلة لا يريد الناس الاقتناع بجديتها كما لا تستطيع السلطات التحدث عنها بالوضوح الذي يجب أن تتحدث به.
قد يعرف الشعب بجانب أساس من المشكلة لكن الكثير من نخب وغير نخب تطالب بتفعيل اجراءات قضائية حازمة وعادلة من أجل استرداد ملايين ومليارات يجري التأكيد على أنها قد نهبت خلال السنوات الماضية في غمرة الفساد السياسي والمالي والأخلاقي الذي عصف بميزانيات انفجارية عرف الشعب بأرقامها ولم يرَ لها من أثر على الأرض. السلطات من جانبها لا تستطيع المصارحة بالقول إن الوضع السياسي لا يساعد على المباشرة بتنفيذ هذه التحقيقات التي كان ينبغي المباشرة بها حتى قبل اندحار أسعار النفط وغياب المال عن خزائن الحكومة. السلطات عاجزة عن خلق شراكة بينها وبين الشعب لتقليل تأثيرات المحنة المالية على حياة الشعب وعلى أداء دوائر الدولة. فقدان الثقة هو السبب المباشر لمثل هذا العجز عن خلق مثل هذه المشاركة.
وما تخشى السلطاتُ المكاشفةَ فيه اليوم ستضطر إلى الحديث المعلن عنه غداً. مع كل التمنيات بأن لا نبلغ هذا الحد الذي سيكون فيه الجميع أمام الأزمة بأتعس وجوهها.
المتواجدون الآن
339 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
إرهـاب، وسـد مهدد، ومـال غائب
- التفاصيل
- المجموعة: الكاتب عبد الزهره زكي
- الزيارات: 973
آخر ما نشره كتابنا
- 22تشرين2 فوزيـة حسـن - فنانـة مبدعة في مسيرتها الفنيـة ومتألقـة في جميع ادوارهـا 2019-11-22
- 22تشرين2 جيمس بوند في التركي 2019-11-22
- 22تشرين2 رسالة الى زملائي وأخوتي قضاة العراق البواسل 2019-11-22
- 22تشرين2 متى طفرت الدموع من عيني.. وبكى الكثيرون؟ 2019-11-22
- Home /
- نخبة كتاب بانوراما /
- الكاتب عبد الزهره زكي /
- إرهـاب، وسـد مهدد، ومـال غائب