إقدام وزارة النقل على نقل المسافرين بسياراتها وعلى
نفقتها من ساحة عباس بن فرناس حتى المطار هو إجراء صحيح ويصوّب خطأً سابقا كانت الوزارة تتقاضى بموجبه أجوراً عن نقل المسافرين بالاتجاهين بين المطار والساحة.
الساحة هي المحطة الأخيرة التي تسمح السلطات لسيارات المسافرين بلوغها وعدم تجاوزها، وبهذا فإن المسافر مرغم على هذا الاجراء ومتفهم لدواعيه الأمنية، لكنه كان محقاً في مطالبته الوزارة والمطار بتأمين إيصاله وحقائبه إلى صالات المطار مجاناً وبراحة وانسيابية سلسة، وهذا ما لم يكن حاصلاً خلال سنوات، ويحصل الآن، إنما جزئياً.
الباصات التي تنقل المسافرين الآن إلى المطار هي ليست من الباصات المخصصة لمثل هذه المهمة والتي نجدها في مطارات العالم.
الباصات الحالية هي من باصات النقل الداخلي المعني بإيصال راكبين في حركتهم داخل المدن والأحياء بلا حقائب سفر ثقيلة، حيث يصادف أن يكون مع المسافر الواحد أكثر من حقيبتين أحياناً، وللوزارة أن تتخيل مشكلة رزم الحقائب والأعباء النفسية التي يستهل بها المسافر رحلته من مطارنا.
سيأتي أحد الشطار ويقترح أن يُسمح للمسافر بحقيبة واحدة فقط إن أراد (الاستفادة) من خدمات باصات النقل،
وهذا مقترح غير مقبول مطلقاً، فللمسافر حرية حمل ما يشاء من الأوزان وعليه دفع أجور الزائد من الوزن على ما مسموح به للخطوط، واستخدام الباص ليس استفادة وليس فضلاً تقدمه سلطات المطار للمسافر؛ كل ما في الأمر أن المطار يبدأ من ساحة بن فرناس، وبهذا فكل تنقل داخل المطار تتحمل تكاليفه ومسؤوليته سلطات المطار نفسها.
الحل لمثل هذه المشكلة هو في زيادة عدد الباصات المستخدمة حالياً وبما يؤمّن راحة المسافر لحين تأمين الباصات الخاصة بالتنقل داخل المطارات. راحة المسافر جزء أساس من العمل السياحي الذي ما زلنا نجهل أدنى مبادئه ما دمنا نشعر بالمنّة والفضل في كل واجب نقوم به.
التمييز الذي يعانيه مستخدمو الخطوط الجوية الأخرى، غير الخطوط الجوية العراقية، في استيفاء أجور نقلهم من الساحة هو إجراء متعسف.
من المفترض أن جميع الخطوط الجوية التي تستخدم المطار قد دفعت رسوما مقابل الخدمات التي يقدمها المطار لها، وهذه الخدمة الخاصة بإيصال المسافر هي من مسؤوليات المطار والخطوط الجوية ما دام المواطن ممنوعاً من استخدام نقله الخاص.
هذا انتهاك لراحة المواطن ولحقوقه وتنصل عن واجب.
راحة المسافر تُنتَهك أيضاً في القاعة الوحيدة المخصصة لـ (فتح) الحقائب وتفتيشها قبل تمريرها بجهاز سونار، وهذا ما يتفهمه المسافر على مضض خصوصاً مع تعدد محطات التفتيش ولحين صعوده الطائرة.
كثافة حركة المسافرين تجعل من مواصلة الإكتفاء بقاعة واحدة لهذا التفتيش الذي يعقب عادةً تفتيش الكلاب البوليسية مصدراً دائماً لازعاج المسافر وإرهاقاً متوقّعاً يقلل من كفاءة الموظفين الامنيين العاملين في هذه القاعة الوحيدة.