كتابة / بوب بولين
قد تكون هذه الصورة التي التقطها هاري بنسون المصور الاسكتلندي لعضو فرقة البيتلز جون لينون والذي سافر معهم في جولتهم الأمريكية عام 1964 ضمها كتابه الصادر عام 2010 بعد ذلك، دافعا لتذكر هذا الفنان النابه والذي انفصل عن البيتلز عام 1970 بعد توقفها ليكمل مسيرته صحبة زوجته اليابانية يوكو أونو في أمريكا التي شهدت مصرعه على يد مارك ديفيد تشابمان المختل عقليا في 8 ديسمبر / كانون الأول 1980 حيث لم يبارح هذا الخبر المأساوي مخيلتي حتى اللحظة ولا أدري كيف أصف شعوري وقتها هل كنت أكثر تأثرا من غيري؟ وهل سفحت دموعا بحجم عشاقه ومحبيه؟
فقد كان يعني الكثير بالنسبة لي، موته في ذلك اليوم غير الكثير من حياتي فقد صرت أكثر قربا منه ومن موسيقاه.
في ليلة 8 ديسمبر / كانون الأول 1980 كنت مشغولا بعمليات لحام في إحدى الشقق التي تقع فوق حانة في وسط مدينة واشنطن عندما سمعت الخبر، وقتها كنت شبه مخدر في حب فرقة غنائية راقصة تدعى البيتلز، ولدى وصولهم إلى الولايات المتحدة كان عمري لا يتجاوز السابعة والعشرين عاما عندما سمعت بوصولهم عن طريق الراديو الترانزستور والتلفزيون الأسود والأبيض وما زلت أتذكر كيف أضاءت أضواء ملعب شيا في نيويورك السماء ليلا عندما بدأ البيتلز بالصعود إلى مسرحه الذي شيد هناك في عام 1965، .
وما زلت أذكر الشباب المراهق كيف كانوا يصرخون هناك وهم يستمعون إلى أغنيتهم المفضلة "أريد أن أمسك يدك" التي بلغ حجم مبيعاتها في أمريكا وحدها آنذاك أكثر من مليون نسخة، ومع أني لم أرى جون لينون على الهواء مباشرة، لكن موسيقاه كانت تصلني عبر هذه الأجهزة التي أحسست بها وكأنها تصويرا لحياتي، البيتلز كانت مصدر إلهام لي وكذلك للكثير من أمثالي وقتذاك حيث قررت أن أدرس الموسيقى وهو القرار الذي من شأنه أن يؤدي في نهاية المطاف إلى عملي فيNPR .
وحتى اللحظة لم يغب عن بالي سماعي خبر مقتل جون وأذكر كيف أنه عاش حياة مدهشة مع أنه اغتيل وهو يعيش زهو انتصاراته الفنية في الأربعين من العمر حيث ترك حزنا كبيرا في قلوب محبيه وأغانيه وقصائده لا تزال تشكل مصدر إلهام للكثير ليس فقط من أبناء جيله، ولكن على الأجيال اللاحقة فيما بعد ولو طال به العمر لكان الغناء والموسيقى قد شهدا تطورا كبيرا على يديه ولعرف الفن مقدار وأهمية هذا الرجل.
عن / N P R