كتابة / جنيفر مالوني
الكاتبة البيروفية المولد التشيلية النشأة الأمريكية الإقامة والتجنس ايزابيل الليندي التي عاشت في عاميها الماضيين الفرح والحزن معا حيث شاهد لها ما يقرب من مليونين ونصف من عشاق رواياتها التي تحولت اثنتان منها إلى السينما وتلقت من الرئيس الأمريكي أوباما الوسام الرئاسي للحرية، قالت في حديثها معي أنها أيضا عاشت أحزانها بوفاة وكيلة أعمالها كارمن بالاخيلس وكلبها البالغ من العمر 17 عاما وزواجها الذي انتهى بعد 27 عاما بالفراق، لكنها تحاول أن لا تكون ضحية سهلة لهذه الظروف فقد انتقلت مؤخرا إلى منزل جديد ومع أنه أصغر من السابق، لكن منطقته أجمل في مقاطعة مارين في كاليفورنيا فهي بحاجة إلى التغيير ونسيان الماضي.
وهي منذ روايتها التاريخية التي بنتها على الواقعية السحرية "بيت الأرواح" عام 1982 فقد باعت 65 مليون نسخة من كتب لها في جميع أنحاء العالم، والسيدة الليندي البالغة من العمر73 عاما تستعد لإطلاق روايتها الأخيرة "العشيق الياباني" باللغة الإنكليزية هذا الشهر والتي أصدرتها من قبل باللغة الإسبانية عن دار نشر بلاثا وخانيس، حيث تدور أحداثها حول قصة غرام الشابة اليهودية ألما فيلاسكو والبستاني الياباني إتشيمي في أمكنة متباعدة ومتباينة تبدأ من بولونيا أثناء الحرب العالمية الثانية عام 1939 والتي هربت منها لتستقر في سان فرانسيسكو في كاليفورنيا، الشابان يعيشان حلاوة هذا الحب وهما في الثانية والعشرين من عمرهما ولشعورهما بأن أيامهما باتت معدودة راحا ينهلان من حبهما هذا، لكنهما يتنبهان أنهما لا يزالان على قيد الحياة وأن مسيرة حبهما الجارف هذا لابد أن يقف عند حده ليرسما حدودا جديدة له، من هنا كان اللقاء بها للتعرف أكثر عن هذه الرواية: كيف أتيت بفكرة هذه الرواية؟
- جاءت الفكرة من محادثة مع صديقة كنا نمشي سوية في شوارع نيويورك حيث قالت لي أن والدتها التي عاشت حتى سنها الثمانين ارتبطت بصداقة مع بستاني ياباني كان أفضل صديق لها لأكثر من 40 عاما، قلت حينها: "حسنا، ربما كانوا عشاق"، قالت: "لا، لماذا تعتقدين ذلك؟"
قلت: "بالطبع اعتقدت ذلك!"، ولكن الحقيقة هي أن هذا كان مجرد ذريعة لبدء استكشاف الموضوعات التي كانت في ذهني حيث كنت أرى الناس من حولي يتعاملون مع الآباء وكأنهم أصبحوا قريبين جدا من الموت بفعل ما تركته الشيخوخة من آثار عليهم حيث أصبحت هاتان المفردتان الشيخوخة والموت حاضرتان جدا في حياتي بالإضافة إلى موضوعة الحب الرومانسي والعاطفي، فهل هذا ممكن في أي عمر؟
أو أنها ليست حكرا على الشباب؟
هناك تلميح واضح أنك لم تبتعدي عن الواقعية السحرية في روايتك هذه ورواياتك السابقة وهذا وحده كاف لأن يكون دليلا قويا على تأثرك بها، ما هو رأيك بذلك؟.
- ذلك يعتمد على ما أكتبه، فهناك قصص تنطق بها بينما غيرها ببساطة لا تتناسب وذلك اللون من الواقعية السحرية التي هي ليست مثل الملح والفلفل التي يمكنك رشهما في كل مكان.
- ما الذي فاجأك به العام الماضي وكيف تقاومين وأنت تحثين الخطى في أعوامك السبعينية هذه؟
لقد كان عاما سيئا للغاية عام من الخسائر والحزن، لكني أشعر بالحرية أكثر وأشعر بكامل طاقتي فأنا أعرف نفسي ولدي المزيد من الثقة بالنفس، أستطيع أن أكتب بمزاج مريح جدا لأنني أعرف أن أفعل ذلك، لقد كتبت 22 رواية ومؤخرا فقط أصبح لدي شعور بأنني لست بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد بعد ما قدمت، فقط اترك ذلك الشعور يطفو أمامي بمجرد الاسترخاء وأنا اشرب الشاي ذلك سيحدث حتما وهذا شيئ رائع.
- هل فكرت في الكتابة باللغة الإنكليزية - رغم أنني أستطيع أن أكتب خطابا أو مقال لمجلة بالإنكليزية، لكني لا أستطيع أن أكتب ذلك الخيال الذي تحثنا عنه، الخيال يحدث في العمق، إنه مثل الصلاة، ومثل الحب، يمكنك أن تفعلي ذلك في لغتك.
- الآلام التي مرت بك كيف تركت آثارها عليك وعلى معظم ما تملكيه من ذكريات، أو على التزاماتك الاجتماعية؟
- نعم اعتدت أن أتجاوز كل ما مر بي من ألم بالقراءة والكتابة حيث تجدينني محاطة بأكوام من الكتب والتي كنت أعرف أنني لن أعود لقراءتها مرة أخرى بسبب تركها بعد مغادرتي بيت الزوجية وإلى الأبد، وكذلك التخلي عن العديد من ملابسي في بيت زوجي الواسع الذي كنت أعيش فيه والتي تحمل كل قطعة منها ذكرى عزيزة عليّ، وبعد ذلك عندما انفصلنا اشتريت منزل صغير لم يكن بوسعي ضم كل تلك الأشياء إليه.
- تناولت في كتاباتك رواية الجريمة، الواقعية السحرية، والمذكرات، ترى هل هناك نوع آخر كنت ترغبين محاولة الكتابة عنه؟
- كنت أقول دائما أنني أريد أن أكتب رواية مثيرة، ولكن يجب أن أنتظر حتى موت أمي حتى أخلدها، لكن والدتي خالدة لا تريد أن تموت ولا أعتقد أنني سوف أملك الطاقة التي تحفزني لكتابة أي شيء مثير حاليا.
- ربما ستغفر لك والدتك عندما تسمع بهذا الكلام أنا أعلم أنها لن تعلق عليه لأنها تعلم كم أنا عنيدة.
عن صحيفة وول ستريت جورنال