تظاهرات مناهضة واخرى مؤيدة، ذاك رافض للشريعة وهذا مؤيد لها ، هو مشهد عطلة نهاية الاسبوع في ملبورن وسدني وبعض المدن هنا وهناك جنوبا وغربا، بثتها برامج التواصل الاجتماعي قبل ان تتفاعل معها وسائل الاعلام، وكانت صورا وفيديوهات وصفها بعض المسؤولين بالكريهة، تدخلت الشرطة لحلها لما شابها من اعمال عنف غير مبررة
بل العملية برمتها من الضد والضد الاخر غير مبررة، وكان بالامكان الخروج بتظاهرة سلمية تجمع الضدين كليهما.
ولم يعد ذلك المشهد غريبا على الاستراليين فقد رصدناه العام الفائت ايضا .
لكن اين الغرابة في ذلك؟
المعارض يتجه نحو سلوكيات بربرية ينتمي اصحابها الى الشريعة ولا يقصد الاساءة الى المسلمين كافة.
والمؤيد يتجه نحو سلوكيات عنصرية وتمييز ضد الاسلام، قد لا يقصد من وراءها المسلمين كافة.
ليس المقصود من التظاهر هم المسلمين انفسهم
والمقصود من التظاهر تلك الافعال الصادرة من الارهابيين المتطرفين الساعين الى تطبيق الشريعة
والسؤال للمؤيدين:
هل انتم مؤيدون للافعال التي يرتكبها المتأسلمون المتطرفون الساعون الى تطبيق الشريعة.
وهل ما يعرضه هؤلاء البرابرة من افعال يخجل منها حتى الحمير هي مورد تأييدكم وهي احكام الشريعة المراد تطبيقها.
بالتأكيد لا احد ممن خرج في التضاهرات المقابلة يؤيد ذلك
ولا احد يتمنى ان تتحول مدن استراليا الى ما يشابه مدن العراق والشام
هناك قاذورات هي ذاتها لوثت طهر بغداد وطهر دمشق وتريد ان تلوث مدن استراليا، لا قدَر القدر.
انهم دعاة الخلافة الحمقى ، سكت عنهم العالم اجمع لغاياتهم اللعينة فرَبوا اولادهم على الذبح واسموهم اشبال الخلافة
لا مكان لهؤلاء على هذه الارض لا دعاة الخلافة ولا اشبالهم ولا من لف لفهم...
المناهضون ضدهم
والمؤيدون ضدهم ... والكل ضدهم
وكنت اتمنى ان يتحد المناهضون والمؤيدون في تظاهرة واحدة يتقدمها رجال الدين الاسلامي، والشعار هو محاربة التطرف الاسلامي، والتأكيد على قيم استراليا من العيش بسلام وبمنأى عن التخندق الديني .
وهذه هي الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان عاقلان يعيشان على هذه الارض .
لكن نظرة خاطفة على الاعلام المتخلف في بلدان التخلف وكيف يصَور الموقف من خلال حصر القصة بأكملها تحت عنوان العداء للاسلام والمسلمين، وجعل استراليا في مصاف الدول المحاربة للاسلام واتباعه، وببساطة هو كذلك فدعاة الخلافة افعالهم مبررة ومؤيدة بل ومدعومة من قبل دعاة التخلف ممن اعتادوا النفاق حيث ظاهرهم محاربة التطرف وباطنهم دعمه.
يشيدون المساجد صدقات للاله ومآذنها تصدع بأعلى اصوات الكراهية..
حكى لي ان احد الصبية في سدني لم يتجاوز العقد الثاني من عمره وينتمي الى الجيل الثالث لكنه يرفض شراء الخبز العربي (اللبناني) من المخبز القريب من بيته لان الخباز شيعي.
من اين جاءت هذه الثقافة؟
هنالك جيل من الشباب لا يستهان به مشبع بهذه الافكار من قمة راسه الى اخمص قدمه.
المسؤولية كبيرة على العائلة المسلمة والمدارس الاسلامية والمساجد والمآذن ...
ان ترفع صوت الحب بدل الكراهية
لان صوت الكراهية مدفوع الثمن ... وبأغلى الاثمان
بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ
فانتبهوا يا اولي الالباب!!!