النبـي راوٍ
ختام القصيدة بالمطلع.. تلك هي النتيجة التي خرج بها الدكتور سروش من نظريته التي نشرها بالفارسية تحت عنوان "محمد راوي رؤياي رسولانه" فالنبي غير مخاطب وليس بمخبر وانما هو راو لتجارب وناظر لمناظر شاهدها. وفرق عظيم بين ناظر ومشاهد ثم راو لتلك المشاهدات، وبين كونه مخاطب ومرسل وناقل للرسالة كما هي.
فعلى سبيل المثال وصف الخمرة التي تقدْم لنزْال الجنة بمواصفات شيقة ليس بالامر الذي يخبر عنه ملك مرسل من قبل الله وانما هو اشبه بالامر المتخيل والمشاهد:
يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ الصافات 45
يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ 23 الطور
لِّلشَّارِبِينَ لَذَّةٍ بَيْضَاءَ
يُنزَفُونَ عَنْهَا هُمْ وَلَا غَوْلٌ فِيهَا لَا
يُنزِفُونَ وَلَا عَنْهَا يُصَدَّعُونَ لَّا 19 الواقعة
المعتقة ذات المذاق اللذيذ واللون الشفاف والتي لا تصدع المؤمنين في جنان الخلد يتعاطون الخمرة اذ لم يخبره احد بان، وفحشا هذيانا المتضمن الفائدة عن الفارغ السيئ الكلام على تحملهم لاولا تذهب بالعقل والبطن ولا تؤذي، الرأس.
تخيلية تشويقية وانما هي رواية:
ايضا تلك المشاهد المروعة لاناس يعذبون بطريقة تخيلية هناك رواية وكذلك في الجانب الاخر من ذلك العالم
کُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها 56 النساء
وهي كثيرة جدا ومبثوثة اذن لا خبر ولا مخبر ولا كلام ولا متكلم وانما هي تقارير وروايات لوقائع ومشاهدات وقعتبين دفتي القرأن ابتداءا بقصص الانبياء السالفين الى نزول الملائكة ليلة القدر والى جلوس الرب على العرش والعروج الى السماء وانتهاءا باعلان البراءة من المشركين.
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ القدر 1-4 .
محمد 47 إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ مريم 37 الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى طه 5.
حَتَّى إِذا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَغْرُبُ في عَيْنٍ حَمِئَةٍ الكهف 86.
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ البقرة 34 .
فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوط هود 74، وكذا ما نقله الرواة كالبخاري وكذلك الايات التي تروي واقعة عروج النبي الى السماء المعروفة بقصة الاسراء والمعراج وات ولقاءه بالانبياء وماحكاية النبي اثناء رحلته متنقلا بين طبقات الس وغيره برواية انس بن مالك عن ابي ذر وغيره مشاهداته لاناس يذوقون سوء العذاب:
السَّمِيعُ هُوَ إِنَّهُ ۚآيَاتِنَا مِنْ لِنُرِيَهُ حَوْلَهُ بَارَكْنَا الَّذِي الْأَقْصَى الْمَسْجِدِ إِلَى الْحَرَامِ الْمَسْجِدِ مِّنَ لَيْلًا بِعَبْدِهِ أَسْرَى الَّذِي سُبْحَانَ1الاسراء الْبَصِيرُ.
رَأَى مَا الْفُؤَادُ كَذَبَ مَا * أَوْحَى مَا عَبْدِهِ إِلَى فَأَوْحَى * أَدْنَى أَوْ قَوْسَيْنِ قَابَ فَكَانَ* فَتَدَلَّى دَنَا ثُمَّ * الْأَعْلَى بِالْأُفُقِ وَهُوَ * يَغْشَى مَا السِّدْرَةَ يَغْشَى إِذْ * الْمَأْوَى جَنَّةُ عِندَهَا* الْمُنتَهَى سِدْرَةِ عِندَ* أُخْرَى نَزْلَةً رَآهُ وَلَقَدْ* يَرَى مَا عَلَى أَفَتُمَارُونَهُ *18-7 النجم الْكُبْرَى رَبِّهِ آيَاتِ مِنْ رَأَى لَقَدْ * طَغَى وَمَا الْبَصَرُ زَاغَ مَا.
لغة الاحلام الاقرب الى هذه الايات والروايات المفصلة لحادثة الاسراء الغير منطقية عقلا تعد من ابرز مصاديق الرؤيا ومنها الى لغة الواقع مما لا مدخلية للعقل في فهم بانها من سنخ المعجزات من قبل المفسرين والمتكلمين ووعاظ المنابر عدم عقلانيتها وتفسر كنهها.
اقول نعم ولكن لماذا ليلا والناس نيام.
يساوي ما وهو آية 1200ال يقارب، وهنا نتحدث عما وليست بالبعيد عن لغة الاحلام تلك الايات التي تتحدث عن المعاد وكأنك تقف، الا وجاءت على ذكر المعاد واهوال يوم القيامة القرآن صفحات اذ لا تخلو صفحة من تقريباً، القرآن آيات ثلثاذ ترى الناس الا في الاحلام، شبيه لها والمناظر التي لا تجد والمشاهد المروعة مسرح من الاحداث العجيبة الغريبة امام، وهذه الصور المهولة من تحشر تسجر والوحوش لبحار سكارى وماهم بسكارى، وترى كل ذات حمل تسقط جنينها.. واوهن حبلى ايضا في عرصات المحشر والحوامل نسج الخيال، اذ ليس من الواقع بحال ان البحار تشتعل والوحوش تحشر، والا كيف يعقل ان تقوم المرأة من القبر مع جنينها ثم يتصور انها تسقطه من هول ليضعن اطفالهن من شدة الخوف المطلع!!
اد الجسماني الذي هو ظاهر الايات القرانية اوقع الفلاسفة في ورطة كبيرة، وقد وقف عنده الدكتور والكلام عن المعسروش طويلا وادعى ان مقولته بالرؤيا النبوية قد تحل بعضا من ذلك التهافت الحاصل، لكني ارجئ قراءة ومناقشة هذه الفقرة الى مناسبة اخرى لاهميتها القصوى، لا يصلح تفسيرها بلغة اليقضة وانما هي لغة عالم الاخرة تشبيهات فيوالالاستفادة المفرطة للمجازات والاستعارات اذن. تماما كما حصل للنبي يوسف، هذه الفقرة بالذات المنام فلابد من تفسيرها بطريقة مختلفة عما جاءت به ظواهر القرآن عنها.
تحتاج الى مزيد من الايضاح.. يأتي الحديث، يستشهد الدكتور سروش بثلاثة نماذج من الايات سأستعرضها كماهي ثم ساناقش ولتوضيح نظريته حول الاحلام النبوية النتيجة التي سيخرج بها من خلال قراءته لتلك النماذج:
الانموذج الاول:
إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * قَالُوا نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ*
قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ ۖ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ *قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ ۖ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَّا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ * وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ ۚ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ المائدة: 112-120.
النموذج الثاني:
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ *وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ *وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ * وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا ۚ قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ
قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ *وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ الزمر 68-74 *.
النموذج الثالث:
إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ * خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ * إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا * وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا * فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا * وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً * فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ *أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ *عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ * مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ * يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ *لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ* وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ *وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ *وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ * جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا * إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا *وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ * فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ * وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ *وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ *لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ * وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ * إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا *عُرُبًا أَتْرَابًا * لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ * ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ *وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ الواقعة 1-40.
في الحوارية التي دارت بين الحواريين واليسوع حول المائدة وطلب اليسوع من الله انزالها من السماء وشرط الوعد والوعيد من الله بأن يعذبهم عذابا لا يعذب احدا من العالمين بمثله ان بقوا على شكهم، الى اخر الحوار..
يلاحظ غياب تام للخطاب الالهي في هذه المحاورة، والملاحظ هو الناقل والراوي لذلك الحوار، وكأن محمدا حاضر وشاهد لحوار الله مع اليسوع وناقل وراو لذلك الحوار، اذ لم نجد الله يقول "قلت لعيسى كذا.. وقال لي كذا وكذا".
وهنالك اشارات لطيفة لسيد قطب في هذه الحوارية في التصوير الفني للقرأن.
وكذلك رواية المشهد العظيم والحوارية بين الملائكة واهل الجحيم وبينهم وبين اهل الجنان وروايتها بأفعال الماضي وكأنها امر قد قضى وانتهى، هذه ايضا نقلت برواية راو..
لكن المفسرين وفي غفلة منهم فسروا تلك الوقائع على انها احداث مستقبلية واخبار من قبل الله بان يأتي يوم يكون الانبياء والشهداء حاضرين وقائع يوم القيامة فأبدلوا افعال الماضي الى افعال مضارعة، لا لشي سوى يأييد فرضية وجود متكلم يقوم مقام الله في الخطاب.
وعللوا ذلك بالبلاغة المتعالية في القرآن من استخدامه افعالا ماضية لأحداث مستقبلية للدلالة على وقوعها لا محالة، وقالوا بحتمية وقوع اهوال يوم القيامة بدلالة ذكرها بصيغة الماضي.
لكن صدر المتألهين الشيرازي وبأستشعاره رائحة السرد والرواية للنبي لم يقل ببلاغة افعال الماضي ودلالتها على حتمية وقوعها في المستقبل، وانما ذكر بصراحة تامة في تفسيره للاية "إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ" ان واقعة القيامة قد وقعت بالفعل.
وهناك بعض المفسرين من قال بهذه المقولة ايضا مثل جار الله الزمخشري في الكشاف.
اما الانموذج الثالث ووقوع الواقعة وما حدث للأرض والجبال و.. ثم انقسام الناس الى فئتين اصحاب المشئمة واصحاب الميمنة وما ادراك ما اصحاب الميمنه حيث يطوف عليهم الولدان المخلدون..
الى اخر الايات، هنا تبرز علامة استفهام كبيرة.
السؤال: اين حصلت كل تلك المشاهد؟
ويجيب الدكتور سروش ببساطة:
في المنام.
للحديث تتمة..