أصبح على الإعلامي في العراق، حين تنشأ الأزمات، أن يرسل إلى الآخرين وفي كل اتجاه، إشارات مستمرة عن الملامح الوردية النقية الصافية للمشهد الرياضي .. وهذا وضع قام في عام 2003 مع تبدل الأحوال في كل زاوية ومرفق من العراق .. فكلما كان هنالك حدث جلل، أو عثرة مزرية، أو كارثة قاتلة، انتخينا لأنفسنا ولبلدنا ولرياضتنا، وتواصينا بالصبر وقلنا إن الآتي أفضل، وإن الغد يحمل إلينا ما لم يحمله الأمس واليوم، وحرصنا على القول إنها أزمة و (ستعدّي)، وإن غبار كل قضية أو مشكلة سينجلي، لتبدأ الرياضة العراقية عمليا بحثها عن الهوية والاستقرار، بعد أن تركنا مفردات من قبيل (رياضة الإنجاز العالي) وهو أكثر المصطلحات شيوعا في الدورتين الانتخابيتين الأخيرتين للجنة الأولمبية الحالية!
ولكن في كل مرة كنا نقبض الريح، ويكتشف الناس مجددا أن الإعلامي يزيّف الحقائق أو يهوّن المشكلات، أو إنه يهزأ بالواقع حين يقول إننا سنخرج من جو الأزمة! تبعا لهذا الحال، صرنا نحن الإعلاميين وقودا لانتقادات الناس بعد خمس عشرة سنة من عمر اللجنة الأولمبية العراقية بعد التغيير السياسي، ذلك لأننا نبشر بالغد، ونحاول أن نقلل من شأن الأزمات تحت بند الحرص على ألا تنفلت الأوضاع الرياضية في بلادنا، وإذا بأزمة تنشأ بين ليلة وضحاها، من قبيل اختطاف النائب الأول لرئيس اللجنة الأولمبية العراقية، لندخل جميعا في مهمة البحث عن الإجابة لأسئلة متكررة مستعصية من قبيل : من يقود الرياضة ؟ من يخطط لها ؟ من يشعل نذر الأزمات فيها ؟ من يسوّق هذه الأزمات ؟ من يخرج منها رابحا بينما يتساقط الآخرون من حوله؟
أربع وعشرون ساعة كأنها الدهر، مرّت من تاريخ الحركة الرياضية العراقية، دخلنا خلالها في نفق تلك الأسئلة أو غيرها، بعد أن غادرنا تماما مقعد التقييم للنشاط الرياضي الذي دخل السبات بعد إكمال المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية مدة ولايته الرسمية .. ولم نجد (رأسا) واحدا في اللجنة الأولمبية خرج إلينا أو إلى الناس ليفسر لنا ماذا جرى وما الذي يجري!
نحن نعرف وجوها لها تاريخها وأسماؤها وبريقها (تلعب) في واجهة المشهد الرياضي منذ سنوات، ولا نجاح حقيقيا لها في العمل الإداري إلا تجميد كل شيء انتظارا لمجهول سيأتي .. وقد كنا بعد التغيير السياسي نمني النفس في أن نجد نجومنا وقد امتلكوا الفرصة والقرار في إدارة العمل الرياضي، فماذا كانت النتيجة بعد سنوات الانتظار ثم سنوات العمل ؟!
ليس سوى الفوضى السوداء .. وليس سوى الصبر والحثّ على الصبر .. وليس سوى الإحجام عن تناول أية ازمة .. وليس سوى الهروب من حل أية مشكلة سواء كان شأنها ضئيلا أو فادحا!!