أجمل الأثواب الذي يُنسج من نُوُل ذاتنا الإنسانية، وأصدق الكلمات التي غزلها الحنين في قلوبنا العامرة بالمحبة، وأحلى اللحظات الموصولة بجسور التواصل على أرض الوطن، التي صقلت نفوسنا، وهذبت أرواحنا وحثتنا على الإبداع والبناء والتفكير الذاتي لأن النفس لا تنفصل عن الذات مطلقا، والرحلة طويلة في البحث مع النفس، كي نستطيع خلق شراكة فاعلة مع الذات الإنسانية، وبناء بيئة لاكتشاف ذواتنا، وصقل مهاراتنا في مجتمع كان يرفل بالمحبة والحب، لكن الحرب خطفت ابتسامة العين، وسرقت بهجة القلب، بعد أن دمّرت جسور التواصل الحضاري فيما بيننا، لكن لم تكسرنا لأن روح الحياة ما زالت تنبض في عروقنا، والحرية تسري في دمائنا.
تعالوا إلى كلمة سواء بالمحبة والتسامح وقبول الآخر وليكن التواصل شعارنا، لنُخرج ما عندنا من القدرات الكامنة في أعماق الذات الإنسانية، معا نمدُّ جسور التواصل بالحوار الحضاري، ونزرع الياسمين بعد أن نعشِّب الأشواك البرية من نفوسنا، ونطلق العنان لتفكيرنا الحر، والخلاّق والمبدع، ونعمل على إيجاد قواسم مشتركة مع بعضنا البعض كي ينهض طائر الفينيق فينا، نحلِّق لنبني، ونمسح الدموع التي أتلفت مآقينا، ونغسل الدماء التي أُهرقت على أرضنا، وتدفقت ليلا نهارا كشلال ساري في أودية الأرض وسهولها.
تعالوا إلى كلمة سواء بفهم أنفسنا، فإن لم نستطع فهم أنفسنا، لا نستطيع فهم الآخر وبالتالي لا نستطيع التواصل البنّاء مع الآخر، ولنجعل التواصل الحضاري يصقل أرواحنا التي أرهقتها الدماء ورائحة البارود، والسعي الدؤوب لفهم ذواتنا لأن أفضل سرير لراحة الإنسان هو بيت ذاته الأخرى، ولن نستطع مد جسور التواصل إلا بعد أن نتعلم كيف نفضَّ أختام قلبنا قبل أن ينسحق من الألم، لأن بعض الألم يوجعنا، وبعضه الآخر يجعلنا نتغير نحو الأفضل، بإنهاء خلافتنا التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
تعالوا إلى كلمة سواء ببناء القيم الإنسانية كي نعيد أمجاد سورية العظيمة، وليكن الخُلق الكريم في حوارنا، والصدق في عطائنا، والأمانة في عملنا وتعاملنا، لأن الحق يزهو بالجمال، والحقيقة تظهر في الحق، حين نتبادل الاحترام، ونتميز بالأسلوب الحضاري، نبني المجتمع، ونرقى بحرية الفكر.
تعالوا إلى كلمة سواء، نلتزم بالمبادئ الأخلاقية لتلبية التطلعات، كي نعود لإبداعنا، ونرقى بفكرنا، وننمي مواهب الأجيال القادمة والمتبقية بالخَلق والإبداع، والرسم والموسيقى، حتى نعزف لغة واحدة في حب الوطن، ونرسم لوحة واحدة في عشق الوطن، ونزرع الياسمين، كي تزهر سورية بالحب، وتورق بالمحبة، وتُبنى بالعشق.
تعالوا إلى كلمة سواء ننشد معا أغنية الحياة، لأن النواح لا يسد رمقنا، والدموع لا تروي غليلنا، بل العطاء يحيي نفوسنا، ويجعلنا أحرارا بنور النهار، وهدوء الليل، فالتكاتف الاجتماعي يجعلنا نحلق في فضاءات الله عز وجل، والعمل الإنساني بمليء اليد الفارغة، وإطعام الفم الجائع، وغزل الثوب للفقير هو الحلقة الذهبية التي تصلنا بالبشرية جمعاء.
تعالوا إلى كلمة سواء، معا نمد جسور التواصل، ونزرع الياسمين، بتطوير الذات الإنسانية وإظهار الحق الكامن في النفس، والسعي الحثيث لفتح آفاق الفنون التي تهذب النفوس، وتمنحنا طاقة إيجابية كي نبني مجتمعا أجمل مما كان، ونسعى لقبول الآخر لإعادة ما هدمناه كي يغفر لنا وطننا، ونحتضن أبناؤنا حتى يواصلوا البقاء تحت سماء الوطن بتشجيعهم على إخراج الطاقات الكامنة في أعماق الذات، وتطويرهم وتلبية احتياجاتهم، وتقوية أواصر العلاقة فيما بينهم وبين المجتمع بكل شرائحه.
تعالوا إلى كلمة سواء بالحب والمحبة والخلق الكريم نمد جسور التواصل معا، ونزرع الياسمين في وطن الياسمين.