أدرتُ طرفي لتباريح التحراق..
أغمضتُ عيني أمامَ خدرِ العشاق..
لـ أراك سورية الحب
يا توأمةَ العراق..
سورية المحبة تنادي..
والعُراق يشتعلُ حتى الاحتراق..
شامُ العشقِ
وعُراقُ الحضارة
بلسمُ الترياق ..
طريقُ العارفين وقبلةُ النسَّاك..
جبةُ ابن عربي قابعةٌ وحبرُ
الحلاجِ على الرقاق..
شارعُ أبو النؤاس مستاءٌ
من الاحتراق..
يودع أحبابه صباح مساء..
الحلاج ينادي..
حبال المشنقة مجدولة
على الأعناق..
عاصمة سيف الدولة ترنو لرب الخلائق والخلاّق..
مدينة المتنبي.. تسأل اليوم
عن العشاق..
تصرخ وامعتصماه..
وامعتصماه..
قلبي اشتعل من الاحتراق..
شوهوا ثغري..
عبثوا بوجه العراق..
وامعتصماه
وامعتصماه..
شهباء الحب تهمسُ
من الأعماق..
مزقي الأطواقَ يا عراق..
لنعيشَ تحت سنابل
العشقِ والعشاق..
استقبليني بكل مذاهبي..
بكل طوائفي..
بكل دياناتي..
بهويتي..
سنيَّةٌ العقيدة..
شيعيةٌ الوجدان
كرديةٌ الجمال.. عَلَوِّية الوفاء..
درزية الشموخ.. مسيحيةٌ المحبة..
صابئة القلوب..
صوفية الهوى..
أرتِّلُ في الحضرة المسائية..
مع الحلاج..
أغاني العشق للعشاق..
لا تقيمي عليّ الحد يا عراق..
عطري الياسمين..
وخمري عسل الأحداق..
قوتي من سنابل قمحٍ..
والبرحي ذاب على شفتي..
هطل من عشقٍ..
كان وما زال يعشق
حتى الاحتراق..
انهض يا عُراق ضممتُ عينَك..
لتبقى شامخًا وتطفئ
ذاك الاحتراق..
زنوبيا تسأل عن أنكيدو..
تعقد محبة الرفاق..
لترفعَ رايةَ الحق في كل
شارعِ وزقاق..
معا للسلام يا عُراق..