حين يكون الحديث عن الحضارة في شبه الجزيرة العربية يأخذنا الخيال للدلالة على وجود الإنسان القديم، وما حطت الحضارات عن عُمان الضاربة جذورها في عمق النشأة الأولى للإنسان والتي تتمتع ببعد حضاري وإرث تاريخي كما قيل في الأثر، وإنها سُميت بعُمان نسبة إلى عُمان بن إبراهيم الخليل عليه السلام وقيل كذلك أنها سميت بهذا الاسم نسبة إلى عُمان بن سبأ بن يغثان بن إبراهيم. فكيف إن كان الحديث عن الجمال الذي نقشه الأجداد على ثراها، وما صاغه في صكوك شاهدٌ من خلال الأحفاد الذين ما فتئوا يعملون لتبقى شاهدة على ماضٍ مجيد وحاضر تليد. إنها سَلْطَنَة عُمان الدولة التي تقع في غرب آسيا وتشكل المرتبة الثالثة من حيث المساحة في شبه الجزيرة العربية وتحتل الموقع الجنوبي الشرقي إذ تبلغ مساحتها حوالي 309,500 كيلو متراً مربعاً تستعد اليوم لافتتاح فنادقها ومنتجعاتها ونواديها الصحية "أنانتارا" في هذا الخريف حين تتلون أوراق الأشجار وترسم السماء لوحة ضبابية تزغرد عصافير الحياة لاستقبال المسافر العصري من جميع أنحاء العالم وما رسمت من علامة فارقة في الشكل والمضمون، وما قدمت من ضيافة تلبي ذوقه الرفيع. "أنانتارا" الاسم الضارب في الجذور باللغة الإغريقية "السنسكريتية" أي "بدون نهاية" والذي يوحي بالحرية والحركة والانسجام هذا ما أعلنه فراس الراشد المدير الإقليمي للمبيعات والتسويق في فنادق ومنتجعات ومراكز سبا "أنانتارا" في عُمان حين اجتماعه على العشاء مع نخبة من الصحفيين والإعلاميين ومدراء المبيعات والتسويق في المملكة العربية السعودية بمدينة جدة وبحضور ألق لصحيفة بانوراما.
وقدم فراس الراشد عرضا رائعا للمنتجعيْن اللذيْن يحملان علامة "أنانتارا" منتجع أنانتارا الجبل الأخضر شمال شرق البلاد، ومنتجع البليد صلالة بإدارة أنانتارا في محافظة ظفار الجنوبية، وما يعجُّ فيهما من عراقة وأصالة، حين يقعان في أحضان الطبيعة الخلابة ويقدّمان تجارب محلية أصيلة تتيح للضيوف رفيعي الذوق، الانغماس في ثقافة هذا البلد العجيب وطبيعته، والاستمتاع بمناظره الخلابة بعيدًا عن صخب المدينة وضوضائها. وستفتح "أناتارا" في 1 أكتوبر 2016م أولى منتجعاتها في السلطنة هذا الخريف، مع تدشين كلا المنتجعين "أنانتارا" الجبل الأخضر شمال شرق البلاد، ومنتجع البليد صلالة بإدارة "أنانتارا" في محافظة ظفار الجنوبية.
الأسطورة والسحر وما يعلو البحر من ارتفاع 2000متر فوق سطحه يتربع منتجع "أنانتارا" الجبل الأخضر وعلى حافة وادٍ سحيق مثل لؤلؤة تضيء أرواح الزائرين وتشرق إشراق المحب للمحب على هضبة سيق الصخرية في منطقة الجبل الأخضر، ليشكل أعلى منتجع من فئة الخمس نجوم في الشرق الأوسط وأحد أعلى المنتجعات في العالم.
هو الجمال حين تحفه الراحة وتحيط به المغامرات فور الوصول إلى السلطنة، تستغرق الرحلة ساعتين من مطار مسقط الدولي وأربع ساعات ونصف من دبي، مروراً ببساتين البلح، والقلاع التاريخية، ومجاري الأنهار الجافة المعروفة محلياً بالوديان.
تصاميمه تحاكي الحصون الطاعنة في القدم، غرفه مستوحاة من القلاع المهيبة تجمع بين الأصالة والمعاصرة تنضح رقيا وذوقا رفيعا، ويحتوي المنتجع على 115 غرفة وفيلا فاخرة، تطل إمّا على مناظر الوادي المهيب أو الحدائق الغنّاء التي يعمّها السكون. أمّا الفلل تمنح الضيوف ملاذاً شاعرياً، بخدماته الحضارية الراقية وما حوض السباحة مترامي الأطراف على حافة المنحدر أو في كنف الحديقة البهية إلا دلالة على البهاء والجمال. من موقع منتجع "أناتارا" الجبل الأخضر محاط بالجبال تظهر لوحة أبدعها الخالق في خلقه مع اعتدال جوي على مدار العام مما يساعد على ممارسة مختلف الأنشطة والمغامرات التي لا تعد ولا تحصى لضيوف المنتجع، فيما ينتظر عشّاقَ الثقافة فيضٌ من المواقع التراثية المجاورة.
أما منتجع البليد صلالة بإدارة "أنانتارا" يقع بين شاطئ خلّاب على مد النظر وبحيرة تترقرق بدلال، عذبة المياه، وما أجمل صوت المياه حين تعزف سمفونيتها لترفع المستوى الحضاري في منطقة ظفار، ويتيح للمسافرين سبر أغوار سحر هذه الوجهة الناشئة، الجاثمة على مقربة من الكنوز الثقافية العابقة بعطر الماضي والمغامرات الشيّقة التي تمنح الزوار جرعة من الأدرينالين حيث يبعد المنتجع 15 كلم فقط عن مطار صلالة الدولي. يعود بتصاميمه إلى كبرياء القلاع الساحلية الشاهقة التي اشتهرت بالمنطقة، والهندسة المعمارية تحيطها الحدائق الاستوائية الغناء، وما الممرات التي توحي بالحياة حين تتراصف أشجار النخيل الباسقة، وتبعث نوافير المياه على السكون، ناهيك عن الجبال الشاهقة التي تحيط بالمنتجع، ومياه الخليج العربي المتلألئة تلفه من كل جانب، يتألّف المنتجع من 136 غرفة وفيلا مطلّة على بحر العرب أو البحيرة أو الحدائق البديعة، وتتميّز بخدمات مضيفي الفلل الشخصية والمساحات المنفصلة للمعيشة، وتنفرد الفلل المزوّدة بحوض سباحة بمسابح خاصة يمكن التحكّم بدرجة حرارتها، وتُعدّ الأولى من نوعها في صلالة.
تعتبر مدينة البليد أثرية وتشتهر بمواقعها الأثرية كالبليد وسمهرم وهو موقع أثري مشهور حيث كانت السفن تنقل اللبان الظفاري منه إلى جميع أنحاء العالم وما خفي من ظفار وُجد في المنحوتات الفرعونية زمن الملكة حتشبسوت فقد كان ينقل إليها اللبان الظفاري ليتم حرقة في المعابد الفرعونية. ولأن مدينة البليد الأثرية تقع بمحافظة ظفار على الشريط الساحلي لولاية صلالة في المنطقة الواقعة بين الدهاليز والحافة، تُعتبر إحدى المدن الأثرية، وأهم الموانئ التجارية، لذلك لعبت دوراً هاماً في التجارة العالمية في العصور الوسطى حيث شملت صلاتها التجارية موانئ الصين والهند والسند وشرق أفريقيا واليمن من جهة، والعراق وأوروبا حيث كانت تجارة اللبان مزدهرة آنذاك.
وما خفي من آثار جميلة في سلطنة عمان تجذب السياح والزائرين إليها لتنوعها وغناها بالطبيعة الجميلة والشواطئ الممتدة والينابيع المنسابة والجبال الشامخة التي تعانق الفضاء الرحب ترتدي الخضرة اليانعة والأزهار الجميلة.