لا أريدُ عيدًا للحبِّ..
أبحثُ عن وطنٍ يعجُّ بالحب...
بدلا من الدماء..
يتدثَّرُ بالياسمين...
يُورق محبةً...
يُزهر كرامةً...
ويمتلئ سماحةً...
يحكي قصص السلام...
لا أريد عيدًا للحب...
أريد وطنا يعجُّ بالحب...
يزهر بالسلام...
وطني غصَّ بالإجرام...
امتلأ بسواد الأيام...
سوادٌ معلّقٌ على أجساد الصبايا...
عذارى تنتحبُ على أديمِ الريح....
ثكالى تبحثُ بين الجثث ....
عن فلذاتِ أكبادها...
وأنا أبحثُ عنكَ...
بين الهياكل العظيمة ....
أتنهدُ الذكريات زمنًا....
أشتمُّ من عبقُ الليالي عمرًا...
عبقٌ معطَّرٌ بالياسمين...
وأنتظرُ السلام...
في مدنِ السلام..
لا أريد عيدًا للحب...
أريد وطنا يعجُّ بالحب...
يزهر بالسلام...
في مدن السلام...
شقُّ الوجعُ روحي ....
كـ إزميل نحاتٍ صدئ...
عفا عليه الزمان ...
وخطف قلبي...
في دنيا الزحام...
لِمنْ أعلِّقُ طوق الياسمين..
لِمنْ أرتدي ثوبَ الفرح ...
خطفته جنياتُ الحربِ ...
لـ شياطينِ الليل....
لـ خفافيش الظلام ....
لن أستسلمَ....
لتجارِ الحروب...
لن أستسلمَ ...
للصوصٍ سرقوا الدفء...
واللقمة من فمِ اليمام...
لا أريد عيدًا للحب...
أريد وطنا يعجُّ بالحب...
يزهر بالسلام...
حاصروا الطفولة..
شظاياهم قبَّلتِ الرؤوس...
لامست الشفاه....
سرقتِ العيون...
والقلبُ ينبضُ...
ينزفُ من الأثلام....
الأم ثكلى...
والعين مطفأة...
تسألُ ربَّ الأنام...
هي حربٌ على الطفولة؟؟؟
أم لقتلِ الأحلام؟؟؟
قذائفٌ وشظايا وحرقٌ...
تطرّزتْ روحي بالآلام...
وأصبح الشهداء بالأرقام...
لا أريد عيدًا للحب...
أريد وطنا يعجُّ بالحب...
يزهر بالسلام...
في الفوعة دفنتُ طفلي..
وكفريا صرخت للاسترحام...
من يَسْمَعُها؟؟؟
من يسمعُ صوتَ الحمام؟؟؟؟
في حربٍ عاهرةٍ...
تغصُّ بالإجرام...
لا أريد عيدا للحب...
لا أريدُ وردا للحب...
أبحث عن وطنٍ يعجُّ بالحب...
يزهر بالسلام...
فيه القسط والميزان...
المجرم يُساقُ للأحكام....
والسارق يُقام عليه الحد...
العينُ بالعينِ والبادي للإعدام...
قطعوا الرؤوس...
بسيوفٍ صَدِئة...
غرزوا حقدهم...
في قلب الهُمام...
اغتصبوا الصبية...
زرعوا الألغام....
لا أريد عيدًا للحب...
أريد وطنا يعجُّ بالحب...
يزهر بالسلام...
لا أريدُ عيدا للحب...
أريد وطنا يعجُّ بالسلام..
شامية أنا لا أهابُ الموتَ...
ولا أخشى الإقدام...
لن ينالوا مني...
أنا المحبةُ للمسيح...
والحبُّ لنبي الأنام...
حمص للفرحِ مرام...
العاصي نقشَ الحب...
وحماة َهزمتِ الأزلام....
الشهباءُ للحبِّ وئام...
جرحوا قلبَها بالأختام....
الفراتُ أطفأ ظمئي...
والخابور سرحَ بعين الرسام ...
وشفاهُ الموج ...
قبَّلتْ خدود الشطآن...
اللاذقيةُ تنادي أعطوني السلام...
وطرطوس كلها بلادي...
هي للوفاء عنوان...
وبانياس الكرامة...
كرامةُ الإنسان...
لا أريد عيدا للحب...
لا أريد وردا للحب...
أريد وطنا يعجُّ بالحب...
يغصُّ بالسلام.