حدثني الوطن ....
عن قمم عُقدت للمحن ...
خطاباتٌ رنانة وحروف من عدم ....
المبتدأ فيها منصوبٌ والله يا زمن ...
حدثني الوطن ....
عن قممٍ عربية ولسانٍ من عجم ....
لبانٌ يُلاك في اللسان ...
والمجرور جرّ الحقدَ والألم....
حدثني الوطن...
عن قممٍ وقرارٍ من لُقم ...
"الشاة المذبوحة لا يهمها السلخ"
من بين الأنقاض ...
ستقومُ يا وطن....
حدثني الوطن...
عن أبجديتهِ القديمة ...
عن لغاتهِ المتعددة ...
عن تراثِ أجداده....
تُداس اليومَ بالقَدم ....
حدثني الوطن ...
عن قممٍ تطعمُ الجوعى...
تشفي المرضى ...
تقتلُ الطفلَ ...
تغتصبُ الياسمين ...
تعلِّقْه على الوثن....
حدثني الوطن...
عن منصّاتٍ ملونة....
جمعتْ عشرات المجرمين...
كي يغتصبوا قوت الوطن..
ويقتلوا طفولة الزمن...
برصاص قنّاصٍ غادر...
وصوت مدفعٍ هادر..
يهدم البيوت...
يشلُّ الأطراف...
مع سمٍّ قاتل...
والغازُ سائل..
على شوارع الوطن...
حدثني الوطن...
عن زعافٍ يُطبخ باللقم...
يدسّون السمَّ من أيدي العجم...
ينامون على عهرٍ مكتَّم...
ويرطنون بحوار الطرشان...
كأنَّ منصاتهم أصابها الصمم...
كَذِبٌ وافتراءٌ...
ليقسِّموا الوطن...
حدثني الوطن ....
أن الكلمة الأخيرة...
يقولها ابن الوطن...
وأن الدستور يُصاغُ في الوطن...
لأن اللغةَ العربيةَ ...
في حضن الياسمين ....
لن تموت ....
ستظلُ فوق المحن .....