اشتعلت النار بأزماني...
احترقت البلاد وأخواني...
جرائم تتناسل تتكاثر على حيطاني...
دماء سالت بودياني...
باسم الدين قطعوا الرؤوس ...
باسم الله نزعوا الكحل من أجفاني...
سكينٌ هوتْ اجتزتْ رقابَ جيراني...
عنيفٌ هو من أحرقَ بستاني..
مجرمٌ من ذبح الياسمين بأوطاني...
مثل اخطبوط أغمد حقده في شرياني...
تلّ الجبين بيدٍ سوداء...
والسكين لمعتْ كبارق نجم ثاني....
وقفتُ أرقب عينيه..
كانت تنبضُ بوجداني...
انبجسَ الدم...
واختلطَ بزبد البحر على شطآني...
صاح البحر أوقفوا ...
ربيع ثوراتكم ...
ولتسمعوا هدير ألحاني ...
أوقفوا حقدكم الأسود...
أوقفوا جرذانكم...
عن الحرق والقتل والذبح...
واسمعوا بعض ألحاني...
تذوب الشفة في دفْءٍ...
ولا تذوب أحزاني...
أنا منكم..
أخي من تربة خصبة...
لا تعبثوا بوجهي فينساني..
لا تقلعوا عين المحب..
فيتوه الحب وينساني..
تُرى من سيسأل عني..
أنا منكم وأنتم مني...
يسقط رضاب العشق...
كما تسقط برحية ...
تلامس شفتي وتلقاني...
على أنقاض حديقتنا...
مات الحب بأحضاني...
حجارة بيتي تبعثرت...
تفرقت بين أركاني...
ناديت، ناديت
لكن روحك خرجت ...
بعد حريق نيراني...
لم يفقهوا صهيل الحب..
الذي عصف بوجداني ...
لم يعرفوا حديث الروح..
بنور القمر يشتعل بنيْسان..
لم يدركوا بقايا النفس...
تسمعهم صهيل إيماني...
لم يعرفوا لهيب الحب...
في معبد إيماني...
سألتهم عن ضوء الحياة...
شعارهم الموت...
وأسلوبهم من لظى النيرانِ...
يقتلون أرواح أطفال...
يلقونهم لموج البحر..
على مرأى عيني ووجداني...
من أدخلهم لقلب أوطاني؟؟
من فتح لهم أبواب حلب...
دمروا الحب...
وسرقوا نجم إيماني...
في حضرة كانت هناك...
تحت مآذن الله...
الحق يصدح...
أشعلوا المسجد ...
نيران ظلم أخمدها قلب قبطان..
انتظرت طويلا ...
بحثت عن أرماني...
علّني أجد شربة ماء...
وكسرة خبز...
وجه أمي نظرتُ به فأحياني ...
رفعت يديها في ابتهال...
تستغفر عصيانك وعصياني...
من أشعل نيران قلبي ...
إجرامك أحرق بلداني....
مات الحب محروقا...
وأنت سرقت رماني...
زهر الياسمين مرّ من هنا...
والدحنون عطّر روحي...
شجر الحور واقف....
ينادي هنا ببتي...
هنا قوتي ...
هنا عصير رماني...
سألت بصمت ...
عن أرضي...
عن قدسي...
عن بقايا إنسان...
أمة لا تدري عدوها...
إلا وقالت كلهم أخواني..
أخوة يوسف عبرة...
لمن يقرأ التاريخ مثل ألحاني...
خطفوه بعيدا
وتاه منهم عنواني..
متى يصحوا الضمير يا أمة أوطاني؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟