حين يعانقُ المطرُ أرواحَنا...

قوسُ قُزَحٍ يُقَبِّلُ سماءَنا...

والمنثورُ يفوحُ بلحظةٍ هاربةٍ من ديارنا..

الفلُ يتكئُ على صدورنا..

والنرجسُ يضمِّد جروحَنا...

ألقاكَ يا وطني ...

غدا أو بعد غد..

بعد أن ننهي آثامَنا...

بعد أن ننهي قتالَنَا ...

حربنَا...

نقفُ بالطوابير كي تسامِحَنا...

هل تغفرُ لنا؟؟؟

هل تغفرُ لنا خطايانا؟؟؟

هل تغفر لنا خطايانا؟؟؟

يا وطنَ الياسمين

هل تغفرُ لنا خطايانا؟؟؟

بعد غفرانِ ربِنَا...

تعتقلنا؟؟؟

بهمسِ ظلالكِ الندية....

ولا تسألنا عما أجرمنا!!!

ولا عن لحظاتِ هروبنا!!

ولا عن قتالِنا!!!

نحن منكَ إليكَ ...

ستدورُ النواعيرُ احتفاء بنا؟؟

سترتِّلُ السريانيةُ يومَ عشقنا...

سمفونيةُ حبنا...

وتحت سكونِ ليلنا..

نختلسُ قبلةً من قمرنا..

صوتُ الجنادبِ تراقِصُنا..

وفي هدوءِ الليلِ نسطرُ أحلامنا...

نتَّحدُ بألوهيتنا...

معكَ ومنكَ في عشقنا...

يا وطنَ الياسمين..

قمرُكَ ما زال منيرٌ في أرواحنا....

وحيدٌ في سمائك..

متمددٌ منذ ملايين السنين

يبلسمُ جراحنا...

يرشدُ السفنَ العابرة من أجل أبنائنا....

يشيرُ للمغادرين اتركوا بضعًا منَا...

يؤلِمُه الفراق الذي حلَّ بذواتنا....

يا وطنَ الياسمين...

كانت أصابعكَ تحمي مياهنا...

كي لا نعطش...

تسقي سنابلنا ...

كي لا نجوع....

جسدكَ كان يعجُ بالياسمين...

كي يعطر بيوتنا...

عصافيرُ الدوري كانت تغني لحبنا...

والحمامُ يهدلُ في مساجدنا...

الكنائس ترتِّلُ ابتهالات نصرنا....

العالمُ يتجمعُ في قلاعنا...

يبحثُ ينقبُ عن آثارنا....

يا وطن الياسمين...

ستغفر لنا خطايانا؟؟؟

بعد غفران ربنا..

ستعودُ تفتحُ أبوابكَ ونوافذكَ لنا...

كي نسجدَ على ترابكَ...

نجمع الزيتون ونقطف الرمان..

وننام على بيادرنا...

سنابلُ القمحِ ستكون في انتظارنا....

نحنُ منكَ إليكَ...

يا وطن الياسمين...

ستزيحُ أوهامنا....

أحدِّقُ بمفاصلكَ من البعيد...

أتابعُ حربَ المجهول....

بل خفافيش الظلام...

الأشباحُ السوداءُ ملأتْ شوارعنا...

كيف نزيحُ غبشَ الليل عن أعيننا...

لتغفرَ لنا خطايانا...

يا وطنَ الياسمين...

نحنُ منكَ إليكَ...

ضمنا في أرضكَ...

تحت ذرات ترابكَ...

نسمع صوت النوارس....

نتعطر بالياسمين...

نتزين بالنرجس...

نعصر عنبنا....

نملأ الأقداح...

والليالي الملاح...

نطعم الجياع...

نوقد النار...

على رخامِ موار...

نعيد الحب إلى الديار...

ننسى الأسى ونقبلُ الأقدار..

نتسامر...

ندردش آخر النهار..

نواصل روايةَ حربٍ مرت...

نقصُّ حرفَ الراء..

نزرعُ حبنا...  

نمارسُ عشقنا ...

نغني معا تحتَ أشجارنا...

لتغفر لنا خطايانا....

لتغفر لنا خطايانا....

يا وطن الياسمين....