ستبقى الشآمُ شامخةُ
رغمَ القتلِ والدموع والدَّمِ.
صواريخُ حقد ٍلم تزلْ
تَمُدُّ أصابعها لقلبٍ متيَّم
سكاكينُ غدْرٍ أُغْمِدَتْ
شقَّتِ الصدرُ سارحةً للفمِ
غادّرْتُها من عقودٍ ونيّف
كانتْ حسناءٌ لم تُكْلَمِ
الحسنُ منها مشرقٌ
وقاسيونَ شامخٌ بمَعْلَمِ
أسمعُ صوتي من بردى
يردُّ الصدى صوتَ مُكْلِمِ
يسقي العطاش هادرًا.
فترتوي من نبعٍ عرمرم
فلٌ وياسمينٌ وارفٌ
أخضرُ الفصولِ مُتَوَسِّمِ
ينثُر عطرَه للعالمين
بتلاتُه سِوارُ المِعْصَم
عقودُه قُدّتْ من شوقٍ
على جيدِ الحرائرِ مُنْعَمِ
يُنْسِجْنَ من الدحنونِ زينةً
بياضُ الوجْهِ مثلَ المُحْرِمِ
يحاربون أرضَ الشآم
يتسابقون لمغْنَمٍ ومَقْسَمِ
قطعوا ماءَ الحياةِ عنها
شآمٌ بِحَقِّ عيسى وأحمدَ
لا تتألمي
صبرًا حرائرَ الشام
خريرُ السواقي معزوفةَ المُترَنَّمِ
صبرًا حرائرَ الشآم
سنردُّ كيدَ المعتدي المُنْتَقِم
لا يسمعون صهيلَ الحُبِّ
لا يدركون معنى المُتألِّم
خمسٌ عجاف، ما انطوتْ
إلا وحطّمَت أمهاتٌ وأمَّ مُلْهَمِ
عشراتُ القلوبِ تفتت
وحرائرُ الحسكة لم تَسْلَمِ
حرائرُ كوباني لّقَّمَتْ بارودها
أنينُ الأرضِ صَرَخَتْ تَقَدَّمِي
تقدمي تقدمي واسحقي
غريبَ الدارِ الظّالم
شهباءٌ وَدَّعَتْ أحْبَابَها
قدٌّ مياسٌ بيع بدرهم
عَطِشَتْ روحها والعينُ
حائرةٌ من قلاعٍ لم تَسْأمِ
على مشارف الحنين
بِضْعُ قلبٍ وبِضْعًا مني مُحَطَّمِ
ما بين طَرفة عين وانتباهَتُها
رحلتِ الثناءُ ومثلها المَرْيَمِ
خطفتها قذيفةٌ من حمصَ
فعادت إلى حماةَ بِعرسٍ ومَأْتَمِ
عرسٌ على العاصي تمدَدَ...
وناعورةُ حبٍّ تبكي تتألّمِ
آزرتْ حمصَ في أزقتها
بين قديمٍ وجديدٍ لم تَسْلمِ
مجازرٌ امتدتْ فزبدَ البحرُ
دماءٌ وجثثٌ لأطفالٍ لم تُفطَمِ
إلى متى نودعُ حبيبًا رفيقا؟؟؟
تسرقُه يدُ الغدرِ وتَظلُمِ
اخرجوا من حاراتنا من أزقتنا
اخرجوا من ديارنا من تلالنا
جبالُنَا شامخةٌ لا تأوي الظَّالمِ
اخرجوا من شهباء قلوبنا
اخرجوا من شآمِنا من روحِنا
ياسمينُ وطني عاشقٌ مُغْرَمِ
علمني تأويل الأحاديث
أغازلُ حبيبي كي لا أَهْرَمِشآمُ الياسمين شامخةٌ
حسناءٌ وطيفُها مرافقٌ
يُدَمْدِمِ
سأكتب اسمك يا شآم
بحروف من ذهب
على شمسٍ لا تغيب
أنت عشقٌ لا ينتهي ولا يُسْأَمِ
يفيضُ الماء بكل مَقامِ.