مع بعض الافراد، نتمنى ان لا ينتهي الحديث..
فالحوار يحلو مع الشخص المُحب، الواعي، والذي يتميز بروح الدعابة، مما يضيف نكهة جميلة لمجريات الحديث بأسلوبه الراقي البعيد عن التجريح... والعكس مع بعض الناس الذين نتجنبهم لكي لا نقع فريسة لحوار عقيم معهم..
فهل حدث معك ايها القارئ العزيز أن تتجنب الحديث مع شخص معين؟
وإن رأيته بالصدفة فستهرب الكلمات من بين شفتيك وتتحول الى همهمات مطالبة بإذن للمغادرة والرحيل..
وهؤلاء هم الأفراد العنيدين، المتزمتين، المغرورين، الغير محترمين لآراء غيرهم، المستهزئين، والذين لا يجيدون إدراك متطلبات الحوار الأدبي مع الآخرين.. أؤكد دائماً في كتاباتي بين الحين والآخر على أهمية الأسلوب في التعامل مع الآخرين.. لأن أسلوبك في الحديث هو جواز سفرك الذي يحدد طبيعة دخولك الى العقول والقلوب.. فإذا كان أسلوبك مهذباً، راقياً، سامياً، حكيماً، ودوداً، لطيفاً، متواضعاً، فتأكد بأنك قد حظيت بأحترام ومحبة الكثيرين، وربما حتى الذين يغارون منك...
أما إذا كان أسلوبك جافاً، مُتعجرفاً، غير آبهاً بما يتفوه به الآخرون من كلام، مُتعالياً، غير مهذباً، فأنك بدون شك ستخسر كل من حلا الكلام معه..
لذا دعونا نسمو بأسلوب الحوار الى مستوى الرُقيّ، ولنستمع قبل أن نتحدث..
وإن لاحظت مجرى الحوار سائراً نحو التدني، فأنصرف عنه..
لأن السقوط في فخ الحوار الوضيع هو مثل السقوط في حاوية من النفايات..
لذا تجنبوا كل من هم على أهبة الأستعداد للنفاق والنميمة وسوء الحديث..
لأنهم سيتحدثون عنكم بالسوء مثلما فعلوا مع غيركم..
وخير الكلام مع أمثال هؤلاء هو ما قلَّ ودل...