مشهد 1 -
بعد زيارتها لبيت جارتها، جاءت فوزية تبكي وتقول لزوجها: لقد أهداها زوجها سيارة جديدة بمناسبة عيد ميلادها؟ أنا اريد سيارة أحسن منها وإلا سأترك البيت وأسافر.. وبالنتيجة أضطر زوج فوزية للعمل ليلاً أيضاً لكي يدفع أقساط السيارة الجديدة التي اشتراها لزوجته لكي تنافس جارتها...
مشهد 2 -
اشترى اخوه بيتاً جديداً، وإذا به يبيع بيته ويشتري بيتا أكبر من بيت أخيه، لكي يغيضه.. وبالنتيجة تضاعفت ديونه للبنك..!
تعليق - وكأنها ساحة كرة قدم، كلما يتقدم أحد الفرق بهدف تثار حفيظة الفريق الثاني فيهجم ليتعادل ثم يحاول أن يتقدم بهدف آخر.. على الاقل في لعبة كرة القدم هناك كأس، وهناك لقب يستحق المنافسة، أما في الحياة فماذا هناك يستحق المنافسة؟ أهي نظرات اعجاب الناس (وهي في الواقع غيرة وحسد)؟ أم الإطراء (وهو في الواقع نميمة وحديث بالسوء)؟
تأكدوا يا قرّائي الأعزاء بأن المنافسة لأغراض التباهي والجشع ما هي إلا معركة حامية الوطيس بين ضعاف النفوس ممن هم متمسكين بالدنيا وملاهيها الوهمية.. فبعض التجار (على سبيل المثال) يحاولون سحق غيرهم من التجار ليحتكروا السوق وليجمعوا كمية أكبر من المال.. وبعض السياسيين في الدول الغير متحضرة يحاولون قمع من ينافسهم على الحكم ليبقوا أطول فترة ممكنة في مناصبهم للتمتع بالقوة وجمع المال.. وبعض البلدان تتقاتل على شبر أرض وعلى ثروات البلاد والمال.. ما بالكم تفترسون بعضكم البعض؟ فكل من سيأخذ أكثر من حاجته سيحرم الآخر من حصته..!
حكمة- ليس عيباً أن تكون غنياً وأن تكسب المال كنتيجة لجهودك ولمواهبك، ولكن العار هو أن تحارب غيرك على رزقهم ونصيبهم في هذه الحياة.. تعلموا المشاركة.. اقتسموا الاشياء بمحبة.. فالإحتكار لن يقود سوى الى قلب موازين الحياة الطبيعية واختلال في توزيع فرص العمل والرزق والنجاح.
الأبداع مطلوب، وهو ما يحدد جودة الأنتاج مهماً كان.. ولكن إعداد حُفر لإيقاع الآخرين في مطبات الحياة لغرض الأنفراد بالربح او النجاح يعتبر غش وخداع وتضليل للمجتمع..
أصحوا من غفوة الأفتخار ونشوة المنافسة الكاذبة، وأسألوا أنفسكم سؤالاً واحداً: ما الذي سيدوم على وجه هذه المعمورة؟