في لعبة كرة القدم، فإن الحكم يوازي أي مسؤول عن أداء مجموعةٍ ما... ومن المفروض أن يكون المسؤول شخصاً قيادياً يتمتع بالحكمة وطول الأناة.. ولكنه بنفس الوقت محكوم بأعرافٍ وقوانين مهنية وأخلاقية.. ربما لم يختبر الكثير منا هذا المفهوم بصورته الجميلة الموضحة في أعلاه، لأننا عشنا في بلدان سادتها المحسوبية والتطرف وعدم إحترام الآخر.. والمصيبة الكبرى هي أنتقال معظم هذه النماذج الى بلاد الأغتراب من خلال "بعض" من يدّعون التحرر والتقدم والانفتاح ولكنهم ابعد ما يكون عن التطبيق النزيه لهذه المفاهيم.
عموماً، من الضروري الأنتباه الى أن التغيير الذي حصل في مفاهيم القيادة عبر العصور لتتحول في وقتنا الراهن الى ما يسمى بالمسؤولية، حاملةً لأبعادٍ إنسانية غير دكتاتورية، سيكون كفيلاً بتصحيح المسارات عاجلاً ام آجلاً.. فالتفرد في صنع القرار قد أصبح تقريباً في عداد الأموات..
وطريقة تفكير معظم الشعوب، الأفراد، الموظفون، العسكريون، اللاعبون وغيرهم من المجاميع قد نضجت الى مرحلة التمرد على الأنفرادية في إدارة شؤون المجاميع.. لهذا السبب فقد شهد العقد الماضي سلسلة ثورات أجتماعية حاولت إخراج إنسانيتنا الى نور الحرية وأحترام حقوق الإنسان.. ولكن.. ما أسرع نمو الأدغال في حديقة لا تمتلك بستانيٌّ محترف.! فالأنانية، والديمقراطية المقنعة، والتمييز العنصري، والأجندات الخفية، والمصالح الغير معلنة وغيرها من الشرور قمعت هذه التغييرات وحولتها الى مناهج جديدة تخدم البعض، ولا تنطوي على العدالة المنشودة التي يطمح الى تحقيقها كل إنسان شريف يحترم الحياة ومفرداتها السلمية.. وكلامنا هذا لا ينطبق على مستوى الأمم والبلدان فحسب، بل يشمل بعض المؤسسات والتجمعات التي قد ترتدي ثوب التآخي والمحبة الناصع البياض، ولكنها تخفي عتمة قاتلة من الأقتداد بالذات والتركيز على الأنا.. أملنا أن تتخلص الشعوب من نماذج التزييف المهني والسياسي والمجتمعي يوماً ما، وأن يرفع المواطنون أو اعضاء التجمعات (التي لم تتحرر بعد) الكارت الأحمر لطرد الأساليب القديمة في التعامل مع الأمور.. فالتثقيف الذاتي المستمر أصبح الآن قادراً على خلق نماذج فريدة من الشباب الواعي ممن يستطيعوا أن يحددوا أتجاهاتٍ مستقبلية مشرقة لأعمالٍ فذة والخروج من ظلمة التزييف وتظليل الحقائق نحو نور الحقيقة والعدالة والمحبة والسلام.