في ندوةٍ ناجحة عُقدت في يوم الأربعاء الموافق 02.09.2015 في النادي الرياضي الثقافي الآشوري في منطقة فيرفيلد هايتس، تمكن السيد حسن صالح (المستشار النفسي من مؤسسة ستارتز) من طرح الأسس العلمية للفكر العاكس الذي يدفع المرء الى الشعور بما يعاني منه الآخرون من آلام ومعاناة كمحور للنقاش من قبل الحضور الكريم، والذين بدورهم تفاعلوا مع الموضوع بإيجابية مبدين آراءهم القيّمة حول تفعيل مثل هذه المشاعر النبيلة في النفوس من أجل الوصول الى السلام الحقيقي، الذي يجب أن يبدأ من داخل الإنسان نفسه قبل ترويجه الى الآخرين...
يعتبر موضوع التعاطف من أهم المواضيع الحيوية التي كانت ولازالت موضعاً للجدل... فبعض الذين يدّعون بأنهم واقعيون يعتبرون التعاطف غير واردٍ في عالم يملؤه الظلم والأحداث القمعية والأضطهادات بشتى أنواعها...
والبعض الآخر ممن أختبروا النزعة الإنسانية في تعاملاتهم يعتبرون التعاطف اساس استمرار السلام في العالم، وذلك من خلال ما تطبقه الدول التي تحترم حقوق الأنسان من تعاملات في إنقاذ اللاجئين ومنحهم فرص لحياة رغيدة بعد أن ضاق بهم العيش في بلدانهم الأصلية على سبيل المثال لا الحصر...
ومن ضمن ما تخللته الجلسة من مواقف هي سرد روايات واقعية عن قصص حقيقية تضمنت معاناة مر بها الكثير من أبناء الرافدين خلال الفترات الاخيرة التي سادت خلالها الحروب والتوترات مما جرّد الكثير من الناس من أحاسيسهم بسبب ما تعرضوا اليه من اضطهاد وظلم...
وبالتأكيد فإن مثل هذه التجارب تحتاج الى فترات طويلة لكي تتم معالجة تأثيراتها على الأفراد بصورة خاصة وعلى المجتمعات بصورة عامة... إن مشاركة عدد كبير نسبياً من أبناء وادي الرافدين في مثل هذه الورش والندوات في أستراليا يُعزز من تلاحم الاطياف المختلفة ويثبت للجميع بأن هناك الكثير من أبناء تلك الارض ممن لا يؤمنون بالتفرقة، بل يحترمون التاريخ المشترك والحضارات المبنية بتكاتف الجهود من قبل جميع أبناء المنطقة بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم العرقية والدينية...
وتعد هذه الندوة هي نقطة البداية لسلسلة ندوات خمس والتي تتضمنها إحدى فعاليات مشروع أغنية السلام – من استراليا الى ارض الرافدين... آملين مشاركة أكبر عدد ممكن من أبناء الجالية وغيرهم من أفراد المجتمع الأسترالي عامة.