حوار بين سلام وبعض الجالسين في مقهى مكتظ برجالٍ من أصولٍ عراقية...
سلام – اليوم اسعد يوم في حياتي...!
غدير – ولماذا..؟
سلام – لانني استلمت رسالة من دائرة الهجرة الاسترالية وقد تقرر فيها موعد استلامي للجنسية الاسترالية...
غدير – الف مبروك...
فاروق – وما الداعي لكل هذه الفرحة..؟
عليك ان تفتخر بأنك عراقي...
سلام – ومن قال لك بأني لا أفتخر كوني من أصل عراقي..؟
فاروق – لا اعتقد بأنك فخور بجنسيتك العراقية... أنا من الناس لن أقدّم على الجنسية الأسترالية أبداً... وسأبقى محتفظاً بعراقيتي الى الأبد... ولن أحب بلداً أكثر من العراق...
سلام – ولكن عذراً يا سيدي العزيز... هنا استوقفك لأسألك سؤالاً مهماً، وهو – لماذا أتيت الى أستراليا إذاً..؟
فاروق – مضطراً.. حفاظاً على سلامة أطفالي.. ولكن لم ولن أحب هذا البلد..!
سلام – هل ممكن أن تشرح لي لماذا لم تحب أستراليا..؟
فاروق – ولِمَ أحبها إذا كان لي وطنٌ آخر غيرها..؟
سلام – ولكن هذا الكلام غير عادل..!
فاروق – وكيف ذلك؟
هل لأنك أصبحت أسترالياً ستتعالى (ستتعنظز) علينا..؟
سلام – أخي.. أنا أحب بلدي الأم كحبي لأمي.. فهو مسقط رأسي وبيت ذكرياتي.. ولكن أستراليا فتحت لي أبوابها.. ومنحتني الأمان.. والسلام.. وأعطتني من خيراتها وأموال دافعي الضرائب فيها لحين أن وجدتُ عملاً وأعتمدت على نفسي.. وها أنا الآن أملك داراً وسيارة وأتمتع بالأمان في بلدٍ أحترم إنسانيتي وقدّرني كل التقدير.
غدير – ليس ذلك فقط يا فاروق... تخيل بأنك جئتني مطروداً من بيتك... وأنا فتحتُ لك داري... وبعد اربع سنوات من إقامتك عندي، وضعت أسمك في ميراثي، مع أولادي... فهل هناك تقدير أكثر من هذا...؟
فأطرق فاروق برأسه نحو الأرض وقال:
لقد أفحمتني بمثلك هذا يا غدير...
حينها اضاف سلام – حب الوطن الأم واجب إنساني.. وحب الوطن الذي منحنا الأمن والحرية يعتبر واجب أخلاقي.. فنكران الجميل ليس من شيمة الأوفياء.. أليس كذلك؟