يقول الشاعر نزار قباني في قصيدته.
احبك
احبك والبقية تاتي احبك..
كيف تريدين ان ابرهن ان حضورك،
مثل حضور الماء
ومثل حضور الشجر
وانك زهرة دوار شمس
وبستان نخل..
واغنية ابحرت من وتر
دعيني اقولك بالصمت
اقولك مابين نفسي وبيني
وبين اهداب عيني، وعيني
دعيني احبك..
حواء ياملهمة الحياة رونقا وعطرا وسعادة، يانصفا يكمل اخره ليكون للحياة طعم حلو ولتفرح القلوب التي حولها، ياشمعة تنير الماضي والحاضر والمستقبل.
بهذه الكلمات ابدا مقالتي لابعث بالتهاني والتبريكات الى كل امراة بذلت وتبذل سنوات عمرها وتذوب كالشمعة من اجل استمرار الحياة واسعاد من تحب، ولتبني وتعمر وتنثر ارضها طيبة ومحنة وتحصد ثمارذلك التعب الذي بذلتة بصبرها وجهادها وكفاحها، هذا اليوم ليس ككل الايام له طعم خاص ورائحة المسك والعنبر تفوح منه وترشف انوف البشر بنوع خاص من العطر، كيف لايكون كذلك ولقد افنت احلى سنين العمر وهي في صومعة ومجريات الحياة الصعبة والتناقضات المتشابكة مع بعضها، والاحداث القاسية التي لم تحيد المراة ابد في سبيل العيش بحرية وكرامة ولتثبت بانها اهلا للمسؤولية والوقوف مع مكملها الرجل لترسم باصرارها احلى لوحة للحياة المفعمة بالامل والاصرار.
فلولا هذا الاصرار لما استطاعت ان تحقق ذاتها وهي محاطة بسور المنع والرفض والعقليات المتدنية بالافكار البالية، والواقع الاجتماعي المتخلف الذي تقيده التقاليد الرجعية وغياب الوعي وتشريع القوانين التي تحيد مشاركة المراة، وتجعل المراة غير مؤهلة للعب الادوار الرئيسة في مرافق الدولة وفقدان الفاعلية في الحياة السياسية.
والنظرة الدونية للمجتمع تجاه المراة، كل ذلك جعل المراة وحقوقها هاجسا لايمكن المهادنة عليه وهي بحد ذاتها قضية انسانية يجب ان تحقق بوعي اجتماعي ووطني خارج الاجتهادات والتاؤيل لفسح المجال امامها لتحقيق ذاتها والوقوف مع الرجل ومشاركته بكل الفرص الممنوحة له في العمل والوظائف المختلفة والمشاركة بشكل اوسع في الخط السياسي .
الحياة لم تخلق للرجال فقط ولم تكن في يوم من الايام حكرا لهم واي رجل في العالم لايستطيع ان يتدبر اموره الا بوجود المراة ولايمكنه ان يعيش بمعزل عن وجودها فهي الماء والهواء والشجر لتكون عنوانا لديمومة الحياة واستمرارها.
هكذا هي المراءة فلماذا تدخل في صراع التهميش والنكران؟
هذا مالمسته وتلمسه كل امراة تعيش في العراق ،حيث ظلمت ظلما كبيرا وسقمت الوان العذاب، لم تشهد البشرية مثله ابدا، والعالم يقف باسره غاية في الجهالة وعدم الانصاف، وتعاني الاضطهاد المزدوج من البيئة والمجتمع الذي تعيش فيه والتاريخ حافل بالاحداث التي مرت وتمر بها المراة العراقية وانحدر حال المراة العراقية الى الدرك الاسفل وهي ترضخ تحت الظلم والتهجير والاغتصاب والبيع في اسواق النخاسة والقتل والتشريد والخوف والضياع وجرائم بشعة واساليب قاسية مورست ضدها وكل هذا يثير الحزن والمرارة في قلوبنا ويجعلنا في حالة ياس كبير لذا كم نحتاج اليوم الى ثورة التغيير ونشر الوعي وتغيير الافكار السوداء تجاه المراة وفتح الافاق امامها لانها هي الام والاخت والزوجة والحبيبة لذا يستوجب ان تحترم وتكرم في عيدها الميمون.