في ظل حالة التوتر للشارع العراقي بسبب الازمات الامنية والاقتصادية التي يشهدها العراق، وضغط الاحزاب والكتل السياسية على رئيس الوزراء الذي ينوي تقليص المناصب بحيث ﻻتخرج منها اية كتلة سياسية مدللة حتى لاتعطي ذريعة للاخرى للرفض وتعد نفسها ضحية. فقد منح العبادي مهلة الخمسة واربعين يوما لاجراء التغير في الكابينة الوزارية واختيار وزراء تكنوقراط يتمتعون بالمهنية العالية وقادرين على العمل باخلاص لانقاذ العراق من الهاوية الشبه متحققة والا ستسحب الثقة من حكومة العبادي بموجب ورقة العمل والاصلاح التي طرحها السيد مقتدى الصدر في حالة عدم الاستجابة لها. وقد شهد الشارع العراقي غضبا جماهيريا لامثيل له وخرجت التظاهرات الداعية الى تحقيق الاصلاح والتغيير وسيعتصمون الى حين تنفيذ مطالب التغيير، وتجاه هذا كله هل سينجح العبادي في امتصاص غضب العراقيين ويحقق التغيير بعيدا عن الاحزاب والكتل السياسية والمحاصصة؟
لنفترض ان الجواب كان نعم، واستطاع العبادي ان يحقق مطالب العراقيين وعمل على تحقيق الاستقرار واعتمد على كوادر تتمتع بالكفاءة العالية التي تؤهله للاداء بمستوى جيد وينهض بالوزارة التي اثقل كاهلها الفساد والمحسوبية والمنسوبية وتمكن الوزير بحكم كفاءته ومهنيتة ان يرتقي بالمستوى الذي يحقق الطموح، ويجري هذا الحال على جميع الوزارات التي لها مساس بديمومة الحياة الطبيعية، وتمكن من اختيار هذه الامكانيات بدون املاءات وبدون تاثير من قبل الكتل السياسية، فان كان كذلك سنكون بحال نحسد عليه وستنكشف كل الاوراق ليظهر حقها من باطلها وبذلك سنكون بحالة الام التي ترضى عن ابنها وتدعي له من شروق الشمس حتى مغيبها وبحكم الراحة والرضى التي سنصل اليها سنعمر ونبني من جديد لننهض بواقعنا الاليم وهو استحقاقنا ونسعى اليه جميعا، وليكن هذا مانتمناه في الفرضية الاولى.
اما الفرضية الثانية وهي مع الاسف برأي هي الراجحة ،عندما يكون الجواب كلا غير قادر السيد حيدر العبادي اجراء التغير والاصلاح ،فبحكم هيمة الاحزاب والكتل السياسية التي تعمل منذ ان اتت ولحد الان على تحقيق مصالحها ولم نقرا او نشاهد اية كتلة عملت من اجل مصلحة الشعب او اجرت تغيرات لصالح البلد او اتحدت فيما بينها لتعمل من اجل ترجيح كفة العام على الخاص، وكلهم يسعون ويلهثون وراء اشباع غاياتهم التي لاتنتهي الى نقطة معينة او حد يذكر قابلة للتمدد والتوسع طالما هي الامر الناهي ولا من رادع لها فبظلهم استبيحت ارض العراق وبظلهم افلس العراق وبظلهم تفرهد العراق وقتل ابناء العراق وانتهكت حرائر العراق ودمرت حضارة العراق وبيعت اثار العراق كل جهة تعمل لتابعها والنتيجة بلد مدمر مستباح مهدد بالكوارث والمجاعة.
هل هذا الحال يرضي ان كان يرضي فلنخرج الى بلاد الله الواسعة ليرحم الشعب والباقون منهم وان كان ﻻيرضي فليستحي كل الذين اوصلونا الى هذا الحال وليتركونا وليفسحوا المجال لغيرهم وليفتحوا الافاق من جديد امام الخيرين من العراقيين لياخذوا بالعراق الى بر الامان وليستطيع الفقراء والمحتاجون والابرياء والاحرار ان يعيشوا بامن وامان.
والنتيجة لن نتامل شيئا جديدا قد يحدث بعد مهلة 45 يوما وسيبقى الحال كما هو عليه وان اجريت التعديلات الوزارية ستكون نقلاتها كلعبة الشطرنج فقط استبدال مواقع واماكن ﻻ غير ولن يتغير الحال الا بمعجزة من الباري عزه وجل لطالما يأسنا من الوعود الواهية ،ولانستطيع ان نتكهن بشيئ لنترك الحال الى الايام لتكشف لنا المستتر من الاسرار والغريب من الافكار.