كثيرة هي المظاهرات التي خرجت في العراق وكلها كانت منددة بحالة التردي للظروف الامنية وتدهور مستوى الخدمات سوى كانت الصحية الاجتماعية وخدمات الماء والكهرباء ،والعامل الاكثر تاثيرا في الشارع العراقي هو سيطرة التظيم الاجرامي المتمثل بعصابات داعش الاجرامية والتي عاثت بالارض فسادا وانتهاكا للاعراض لم يسبق له مثيل على مر التاريخ وطمس حضارة الالاف من السنين بحرقها وتدميرها وسرقتها وتواطوء دواعش الدخل مع الخارج ليكون في مصاف الخيانة العظمى للشعب والوطن ولسيادة العراق كلها اسباب جعلت الشارع يغلي ويفور، لكن تظاهرة الثامن عشر من اذار لها طعم خاص ولها التاثير الكبير على نفوس العراقيين كونها كانت ثورة شعب بيضاء خالية من العنف والشغب، فالحالة التي وصل ايها العراق من تدهور كبير لكل مرافق الحياة، والفساد الكبير الذي حرق الاخضر مع اليابس واستمرار الاداء السيئ للوزارات انعكس هذا على حياة العراقيين اليومية، فكانت يوم الجمعة الثامن عشر من اذار يوم الارادة والقوة في القرار فتجمع العراقييون عند ساحة التحرير والتي هي رمز للحرية والارادة الحرة التي جمعت شرائح المجتمع المختلفة لتعلن بكل اقتدار عن رفضها للذل والاهانة التي عانى منها العراقييون على مدى سنوات، لتلتحم الجموع المدنية مع العسكرية ليخترقوا الاسلاك الشائكة والحواجز الكونكريتية وليتعانق العراقييون اجمع مع قواتنا الامنية، واتحدت بذلك ارادتهم بشكل كامل ولافرق بين سني وشيعي مدني او عسكري ،فالكل يفكرون بعقلية راقية خالية من كل انواع الطائفية التي حرصت الحكومات المتعاقبة على ترسيخها.
وامام هذا المشهد المهيب تقدم المتظاهرون وهم يحملون علم العراق ويهتفون باعلى اصواتهم (بالروح بالدم نفديك ياعراق) و (اخوان سنه وشيعة هذا الوطن منبيعة)واستمرت الجموع بالمشي الى ان وصلت الى المنطقة الخضراء لتعبر عن سخطها وغضبها لما الت اليه الامور وتلكأ حكومة العبادي في تحقيق الاصلاح والتغيير في حكومتة التي جرت العراق الى الهاوية. ورغم هذه التحديات والبطولات المشهودة للعراقيين على مر السنين. يبقى السؤال هل سيتحقق التغيير وكل ماتصبوا اليه الجماهير الثائرة من اصلاحات وفي مقدمتها القضاء على الفساد وتقديم الفاسدين للعدالة؟ نعم سيحدث تغيير ولكنه سيكون شكليا وليس بمستوى الطموح! وسيتم الالتفاف على مطالب الجماهير باكثر من طريقة وطريقة؟!
وهذا بدأ واضحا والذي حذر منه كثيرون من وجود حركة مناهضة للاصلاح من قبل قوى متعددة في المجتمع، ومنها اعلان رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، وتأيده للاصلاحات شرط الالتزام بالدستور ورفضه اقالة نوابه الثلاث.كما طالب عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي بضرورة التشاور مع الشركاء حول القررات الاصلاحية، مما دفع العبادي الى عقد حوار مع مع نخبة من الساسيين والاعلاميين شدد فيه على ان موافقة مجلسي الوزراء والنواب على حزمة الاصلاحات التي اقرها وايدها الشعب والمرجعية فهو اذا تخويل قانوني ودستوري للمضي في تحقيق الاصلاحات.
وهكذا بتنا نعيش في حالة تناقض كبير مابين الاراء المتضاربة والفتاوى المتعددة والشعب يغلي والعراق الى الهاوية كالمثل الشعبي القائل (السمجة تتسله والصياد يتفله).