تازة تلك الناحية الجميلة التي تقع في جنوب كركوك، وهي مدينة محورية تقع على الطريق الرئيسي الرابط بين بغداد - كركوك، تسكنها اغلبية تركمانية تتجاوز الاربعين نسمة.
مارست العصابات الاجرامية الداعشية الضغط على الناحية في سبيل فرض سيطرتها عليها وقد تعرضت تازة الى قصف شديد لعشرات المرات محاولة منها لفرض سيطرتها عليها فقد استخدمت عصابات داعش صواريخ كاتيوشا سامة تحوي على مادتي الكلور والخردل المحظورتين دوليا.
وان نسبة الاشعاع وصلت الى 4 بالالف فاذا وصلت نسبة الاشعاع الى 6 بالالف ينبغي اخلاء المدينة بالكامل كونها ستصبح منطقة متسرطنة بالكامل من جراء المواد السامة.
وهذا يؤكد امتلاك دعش للاسلحة الكيمياوية المحرمة دوليا، والتي استخدمتها ضد المدنيين العزل بدون وجة حق، وهذه جريمة ضد الانسانية يعاقب عليها القانون الدولي وان بروتكول جنيف لعام 1925 يحضر اﻻستعمال الحربي للغازات الخانقة والسامة ضد المدنيين.
وجراء ماحدث في تازة من قصف بالصوريخ الحاملة لغاز الكلور والخردل ادى ذلك الى حروق بالغة للنساء والرجال والاطفال واختناق بالغازات السامة وسجلت حالات من الوفيات، وان المساعدات المقدمة من مستشفيات كركوك للمصابين غير كافية على استيعاب الاعداد الكبيرة وعاجزة عن معالجة الحالات الصعبة للمدنيين خاصة النساء والاطفال.
وازاء هذا الصمت المطبق من الدخل والخارج ومن منظمات حقوق الانسان والهيئات الدولية ومرور الجرائم في العراق امام العالم بدون ان يحرك ساكن وكثيرة هي جرائم الابادة التي تعرض لها المدنيون في العراق لكن للاسف الشديد لم نشاهد او نسمع عن مواقف نبيلة متخذة للحد من جرائم الابادة هذه.
ولو ارادت امريكا ان تنتزع قرارا من مجلس الامن ﻻقامت العالم واقعدتة وانتزعت القرار بساعة.
وحتى في العراق بات شأن الحفاظ على ارواح المدنيين حلما لايمكن تحقيقه والدليل على قولي هذا لو اجرينا احصائية للاعداد التي قضت او تعوقت او انفقدت فان النسبة تتجاوز بنود الورق ولاتنتهي.
ان مثل هكذا جرائم يجب على دول العالم والمنظمات الدولية ادانتها، وكشف مدى مايتعرض له العراق من هذه العصابات الاجرامية،ويجب تقديم مساعدات اكبر للعراق لمحاربة هذه العصابات وعزلها وتجفيف منابع تمويلها. وعلى ذلك اصبح لزاما ان تطرح قضية تازة في اروقة الامم المتحدة، وحث المجتمع الدولي على اتخاذ موقف حازم لمنع تكرار جرائم الابادة البشعة هذه.
ويجب ان يعلم العالم بان اي تهاون دولي تجاه تكرار استخدام الجماعات الاجرامية للاسلحة الكيمياوية والمحرمة دوليا في استهداف المدنيين، سيشجع هذه الجماعات على استهداف مناطق ودول اخرى بنفس الاسلحة وتسبب الكوارث الانسانية.
ومن هنا ومن هذا المنبر نناشد المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الانسان ان تاخذ بنظر الاعتبار التهديدات الكبيرة والممارسات الاجرامية تجاة الانسانية من قبل عصابات داعش الاجرامية، وان تضع الحد لها ﻻن افعالهم تجاوزت الحدود واصبحت الانسانية جمعاء مهددة بابسط حقوقها وهو العيش بامان وراحة، فمن الواجب القصاص من المجرمين وحماية الابرياء من جرائمهم البشعة.