في ظل التطورات الاخيرة التي يعيشها العراق لم يكن لها سابقة في التاريخ ، اذ ان الشعب خرج عن صمته بحكم الويلات والاحداث القاسية التي مرت عليه وتدهور اوضاع العراقيين ،والتلكوء الكبير في الاداء الحكومي، وضعف الخدمات، وانتشار الفساد في مرافق عديدة واختيار اشخاص غير مؤهلين لقيادة الوزرات ومرافق الدولة الاخرى، وتعزيز الطائفية والحزبية المقيتة، واسباب اخرى كانت الشرارة الاولى ﻻنطلاق التظاهرات والاعتصامات ﻻشهر متتالية واستمر الحال الى ان فوض رئيس الوزراء حيدر العبادي بصورة مطلقة من قبل الشعب للقيام باجراءات الاصلاح والتغيير، لكن المماطلة كانت متسيدة الموقف والشعب يفور قهرا وتذمرا حتى امهلت حكومة العبادي سقفا زمنيا للقيام بالاصلاح ولم ينفع، الى ان تم اختيار مجموعة من الشخصيات قد تكون مؤهلة لتولي مهام الوزارة، لكن قوبلت ترشيحات العبادي للتكنوقراط بالرفض، لينتهي المشهد المتضارب بالراي والصيغة التي تم تقديم فيها ظرف اسماء التكنوقراط، واتفقوا على ان لايتفقوا اعضاء مجلس النواب لينقلبوا على بعضهم البعض، ولتحدث انقسامات كبيرة داخل قبة البرلمان وليتخذوا قرارا بالتصويت من قبل المعتصمين النواب على اقالة رئيس البرلمان سليم الجبوري ونائبية، لتبدا بذلك مرحلة جديد، تدخل في تعقيدات كبيرة، فبدلا من ان يتوحدوا في قرارهم ويتفقوا على التغيير والاصلاح لخدمة الشعب ومن اجل مصلحته، خلقوا ازمة جديدة من الصعب ان يجدوا الحل المناسب لها طالما مصالحهم في المقدمة على حساب مصلحة الشعب وسيتطور الحال نحو الاسوء ان لم تكن لحكمة العقل والمنطق اساسا في نهجهم .
ولقد يأست الجماهير من سياسات كثيرة خاطئة انتهجت خلال فترات متعاقبة وكانوا يترجون تغييرا واصلاحا لحالهم ولحال بلدهم لكن ماحصل للاسف الشديد عكس ذلك، مما ادى الى ان ينشط حراك مدني مطالب الوزرات والمؤسسات والهيئات المستقلة بتقديم استقالاتهم للبدأ باجراءات ا لتغييرات لحفظ العراق من الانحدار والتدهور الكبير الذي وصل اليه، ولاسيما العراق بلد غني بالطاقات الخلاقة ولها القابلية على التغيير بشكل يواكب الحياة المتطورة لسائر الدول الاخرى، ولكي يتعافى العراق من امراض العصر التي اوجدها اصحاب الطائفية والتمزيق لوحدة الصف العراقي ولنفسح المجال امام الخبرات المستقلة التي ستعمل للخير العام بعيدا عن الفئوية والحزبية التي نهشت بالبلد واكلت منه مااكلت، لكن يبقى خيار العقل والحكمة في كل الخطوات السبيل الوحيد لرفع شأن العراق والعراقيين عاليا وبعونة تعالى سنكون بك ياعراق مرفعين الرأس والهام.