عمران الطفل السوري ذات الخمسة اعوام الذي انتشل من تحت ركام منزله الذي كان يعيش فيه مطمانا الى جانب اخوانه وامه وابيه ليلف الصمت والسكون كينونته البريئة التي يدفع ثمنها هو وجميع اطفال العالم التي ابتليت بالإرهاب الاعمى والذي ﻻيفرق بين الطفولة والكهولة والشباب والنساء فالجميع تحت محرقة الظلم والارهاب التكفيري، الذي جعل البشر حطبا بدون قانون عادل يحكم بين الناس ببند حقوق الانسان والحق في الحياة الحرة الكريمة. فكل المواثيق سيست وكل القوانين عطلت تجاه هذه الجرائم البشعة التي ترتكب امام مرأى وانظار العالم وهو يقف غير مباليا لما يجري من ظلم وقمع للأبرياء الذين لاحول ولا قوة لهم.
انتشل عمران من موت محقق والدماء تغطي وجهه البريء وهو مذهول من وقع الصدمة التي عاشها تحت انقاض منزله المتهدم فلم يبك من هول ما عاشه وما كان يعانيه من جروح وكدمات في جسمه النحيل، والتقطت له الصور واصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعي.
لما مر به من ساعات صعبة عليه و عائلته التي دفنت تحت الانقاض بسبب القصف الذي احال البيت الى ركام مما ادى الى صعوبة انتشال العائلة بعد انهيار البيت بالكامل .
قصة عمران هذه واحد من ملاين القصص التي يعيشها العالم العربي والعالمي وما خفي منها كان اعظم، لذا يتطلب الحال المزري الذي وصلنا اليه الى ثورة اخلاقية سياسية تنتشلنا من وحلنا ولكي نصون كرامتنا وحريتنا التي ذهبت عنا بعيدا، وكم نحتاج من الوقت لنصل اليها.
صحيح ان السياسة هي مصالح وهي فن الممكن لكن لا يعني بالضرورة ان تكون منزوعة الاخلاق والبعد الانساني، فمتى يصحى العرب وتصحى ضمائرهم لينصفوا الحق وينصفوا الانسانية التي اوجدها الله على الارض لتعيش بأمان وسلام. لم يعد خافيا للعالم ما يجري في سوريا والعراق واليمن وليبيا واغلب الدول العربية وبمساعدة بعض الدول العربية التي باعت الذمم واصبحت مصدرة للإرهاب والارهابيين وممولا له، لذا ازف الوقت واصبحنا امام صحوة وادراك كبيرين انه لابد من وضع حد لهذا العقلية العربية المتحجرة لتصحوا من سباتها ولتنهض بشعوبها لما فيه خير ، وان ما جرى لعمران من صدمة افقدته الكلام واختار الصمت امام ما يحدث له وهو يمسح عن وجه البريء دمه الذي نزف منه، الوقت كفيل بنسيانه لكن ستبقى الذاكرة تحتفظ بكل لحظات الالم التي مر بها ،والحال ينطبق على كل طفولة قتلت باي شكل من الاشكال كانت سواء في العراق او في سوريا او في كل ارض عربية لامسها الارهاب ودمرها ،كان الله بعون عمران وعوننا جميعا.